الأمل، هو تلك اليد الخفية التي تشدُّنا كلما وقعنا!


الأمل هو ذلك الخيط اللامرئي الذي يربط قلوبنا بحب الله عز وجل وقبول كل ما يُقَدِّره لنا مع اليقين التام بقدرته على تغيير ذلك الحال وإبداله بما نريد ونتمنى.

الأمل هو تلك الشعلة الخافتة داخل قلوبنا المُعتِمة من شدة الألم والضيق، الشعلة التي تخفف وتواسي وتخبرنا دومًا أن القادم أجمل.

الأمل هو تلك الابتسامة المرسومة على شفاه المتعبين والبائسين التي تقول وبوضوحٍ تام يكسر التعب والبؤس: "نحن ما زلنا قادرين على الحلم، وسنصل حيث نريد"

الأمل هو ما نملكه من شغفٍ وحماسٍ ونسعى رغم كل الظروف لتحقيقه مهما كلَّف الأمر!


الإحباط والخيبات لم تُخلق من العدم، أو بلا سبب، إنما هي الإنكسار قبل الوقوف بقوةٍ وثبات، هي الدرس الذي نتعلمه بقسوةٍ كي نقف من جديد حتى نكمِل الطريق من حيث وقفنا، أو لنبدأ من جديد بطريقٍ جديد وبدايات جديدة.

هي ما يولِّد بداخلنا الإصرار واتخاذ قرارٍ نهائي بأن لا وقوع بعد اليوم، ولا استسلام ولا ترجع بعد هذه اللحظة فتدفعنا بقوةٍ نحو الأمام مقترنين بالشغف الذي يبثُّ داخلناالحماس للعمل بكل حب ورغبة وحماس.

شعورنا دائما بحماية الله لنا و إحاطتنا بلطفه هو ما يجعلنا مستمرين واثقين من الخطوات التي نخطوها بثبات.


لو لم يكن الأمل متواجدًا في حياتنا لبقي الواحد منا عند أول إخفاقٍ وقع فيه في طفولته، ما كان العالم كما هو الآن، لا تكنولوجيا، لا وسائل اتصال، لا حضارات ولا حتى تاريخ، لا شيء!

ربما كنا إلى الآن من أصحاب الكهوف الذين لا يعلمون شيئا ويعيشون فقط لأنه يتوجب عليهم ذلك!

لا أهداف ولا علم ولا معرفة ولا حتى سهولة في التواصل فيما بينهم!

لولا الأمل لما تمكن أديسون من اكتشاف الكهرباء بعد سنوات من الفشل، ولا اكتُشِف الهاتف ولا التلفاز ولا شيء يُذكر.

لا اللغات ولا القراءة ولا حتى قرأنا الكتب والروايات!

لولا الأمل ما كان الكائن البشري تمكن من أن يتعايش على الأرض ويحاول فهمها وفهم طبيعتها، والبحث المتواصل عن كيفية تطويرها وإعمارها حتى تتناسب مع رؤاهُ ومُتطلباته.

لولا الأمل لما كُنا موجودين هذه اللحظة، ولما كنتُ سعيتُ جاهِدةً حتى يصبح مقالي هذا بين يديك وتحت نظرك أيها القارئ العزيز.


أما عن إمداد الآخرين بالأمل هو من أهم الأهداف التي أسعى جاهدةً لتحقيقها، فهي بمثابة نشر النور في محيط شخص أعمى لم يرَ سوى الظلام طيلة حياته!

وبمثابة إعطاء شعلة من السعادة والبهجة محمَّلة بالحماس لِمن تسلل اليأس لروحه وانتشر الإحباط داخله وحوله فبات مكسورًا كئيبًا يتمنى فقط الخلاص والراحة من ذاك الشعور القاتل.

هو من أولويات حياتي كَوني عايشتُ ظروفًا صعبة وما زلت أعيشها وأعاني منها، ومع ذلك أحاول دومًا التغلب عليها وعيش الحياة التي أحبها وأتمناها من خلال تقبلي لذاتي وسعيي الدائم لإثبات أن العجز ليس بالجسد إنما بالقلب الحاقد، والروح المزيفة والظالمة، والعقل الذي لا يفكر سوى بتوافه الأمور.

أسعى دوما بنشر كلماتي وكأنها زهورٌ ملونة مُشبَّعة بالبلسم الذي يشفي القلوب ويبث فيها الإرادة على الاستمرار وتحقيق الأهداف مهما كانت النتائج، أحكي مواقف وأحداث مررتُ بها كانت قاسية ولكنها لم تكسرني لأني فتاةٌ قوية وحالِمة.

وحدها الكلمات الخارجة من أعماق قلبٍ عاشها وعلم معانيها ستستقرُّ بقلبٍ يعيش معاناةٍ من النوع ذاته،


يضيف الأمل لحياة الإنسان الاستمرارية بفعل ما يود تحقيقه إضافةً إلى الشغف الذي أعدُّه البنزين المحرِّك لتلك الاستمرارية في التقدُّم نحو الحلم المنشود.

إضافةً إلى أنه -أي الأمل- هو تلك اليد التي تمسك يد الإنسان كلما وقع في إخفاقٍ أو فشلٍ ما لِتساعده على الوقوف مجدَّدًا وإكمال طريقه بكل حماس.

يضيف الأمل للإنسان الرغبة في الحياة وحب الحياة والرغبة بعيشها بسعادة واستقرار والتعايش مع كافة الظروف.

الأمل هو المحور الذي تدور حوله عجلة الحياة، والأداة الوحيدة للاستمرار بعيشها ومواجهة صِعابها.


إيجاد الأمل يكمن في وجود الإيمان المطلق في قلوبنا بأن الله خالقنا وخالِق الكون معنا في كل لحظة.

وكونه معنا أي أننا في معِيَّته وحمايته مهما اشتدت بنا الخطوب.

وأنَّ كل ما نواجهه من ظروف صعبة له حِكمةٌ أرادنا الله أن نتعلَّم منها درسًا يجعلنا أقوى في مراحلنا القادمة، وقادرين بشكلٍ أعمق على حل مشكلاتنا وإيجاد طرق للخروج من عتمتنا في كل مرةٍ نقع فيها في حفرةٍ مُظلمة!


قدَّم لي الأمل الرغبة في أن أحلم بالكثير، بأن أحلم دائما وأسعى لتحقيق أحلامي على الرغم من أن اختلافي يوحي للآخرين بأنه لا يحق لي أن أحلم!

ولكنَّ الأمل منحني فرصة أن أثبت للجميع بأنه من حقي وحق كل إنسان مختلف عن الآخرين أيًّا كان اختلافه أن نحلم ونحقق أحلامنا.

منحني الأمل فرصة أن أسعى لأصبح كاتبة وروائية وإعلامية، وها أنذا على طريق السعي نحو تحقيق الحلم.

منحني الأمل فرصة عدم التخلي عن العلاج مهما كان مستحيلا بالنسبة لي ولكنه عند الله هيِّن.

هذه الجملة بالتحديد تشعرني بأن الشفاء سيكون قريبا مهما تأخر، وهذا الشعور يمنحني طمأنينة في قلبي وهدوءً عجيبًا.

منحني الأمل الكثير والكثير كمحبة من حولي لي وهي أثمن ماأحصل عليه منهم.


#مياس_وليد_عرفه


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مياس وليد_حكاية شتاء

تدوينات ذات صلة