سنُهلك يوما …وقد يكون الإنسان أقصر الكائنات الحية قدرة على البقاء.

لعل البعض سيرى بأني أبالغ مؤخرا بانتقادي للنظام البشري مرارا ..

لكن العمل في كنف الأخبار يوميا.. والقراءة المتعمقة لأحداث العالم السياسية الإقتصادية والاجتماعية.

وبالنظر لما يحدث غالبا يوميا في هذا العالم الذي يسير نحو الرأسالمية بتطرف ..

لعله علينا قول شيء ما .. فنحن نعيش في عصر العولمة والحداثة والتكنولوجيا

لقد خرجنا من الغلاف الجوي .. ونبحث بشكل بائس عن حضارات كونية أخرى..

فيما حضارتنا الإنسانية تحتضر ..

لقد اجتزنا عام 2020

وما زال هناك من يأكل أوراق الشجر كي يُسكت قرقرة معدته

وهناك من يبحث في القمامة لعله يجد شيئا يأكله

هناك الملايين لا يملكون بيتا ملائما يحتضنهم

لقد اجتزنا عام 2020 بصعوبة، ومع الوباء العالمي .. تكشف لنا الكثير من الكوارث البشرية

في كل يوم تزداد أعداد المشردين واللاجئين

وهناك جثث مترامية في الأرض مجهولة الهوية

يا سادة .. حضارتنا لم تنقذنا .. ولم تستطع أن تهذبنا

فلا أديان ولا أعراف ولا علم ولا حضارة قادرة على وأد الشيطان بداخلنا ..

كل يوم تزداد الفجوة بين الأقلية الذين يملكون كل شيء والغالبية الذين يعيشون ويموتون كعبيد لا يملكون سوى الفتات .. وحتى الفُتات بات يُسلب منهم !

هذا العالم يملك المال ليطور صواريخ جديدة تبيد البشرية ولا يملك فلسا لإعادة إعمار ما تدمره الحرب ..

يملك المال ليطور صواريخ نووية ستبيده يوما ما .. ولا يملك مالا ليكتشف دواء لداء السرطان أو الزهايمر

في كل يوم نفقد إنسانيتنا أكثر

بات البشر مجرد أرقام .. تحولنا من أرقام من العبيد تبني أهرامات .. وسور الصين العظيم ... والبتراء ..

إلى أرقام من الموظفين .. يبنوا شركات ويزيدوا من رصيد المدراء

أرقام من اللايكات ..أرقام من المتابعين، أرقام في البنوك ..

مجرد أرقام .. ولا أحد يكترث لحقيقتنا .. للحب في قلبنا .. لمشاعرنا .. لدموعنا ..

نرتدي الحضارة وندّعي أننا نحارب الإرهاب ونحن الإرهاب ..

ندّعي خوفنا على الطبيعة والبيئة ونحن أسياد الخراب والدمار..

نحن من قتل الحيوانات .. وساهم في انقراض الكثير من الكائنات

نعكر صفو من يعيش في أعالي السماء وحتى من يعيش في قاع المحيطات

لعل الإنسانية ضرب من الخيال .. أسطورة .. ككل القيم التي تجدها في الكتب وبالكاد تجدها على أرض الواقع

هذا العالم غارق في الكراهية والضياع .. غارق في أفكاره الشيطانية البالية

تخيل .. ما زال الاختلاط شبهة .. والحب عار .. وما زال هناك فتيات يُوأدن بحجج واهية

ما زالت المرأة عورة أو سلعة في كثير من بقاع الأرض .. والذكورية تترسخ !

والتنمر بازدياد .. والانتحار بات وسيلة للملايين من البشر للهروب .. والاكتئاب مرض العصر ..

سنُهلك يوما …وقد يكون الإنسان أقصر الكائنات الحية قدرة على البقاء.


ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة