يعرض الكاتب في هذه التدوينة تأملاته في معضلة الطبقية التي يحدثها البشر بين بعضهم، ويطرح رأيه حول ذلك، وحول التحولات التي تأثرت بها البشرية بسببها.



أحمد البطران

تِلك النُطفة التي خُلقَت وتكونَّت منها الرُوح والجسد بعد عدَّة أشهر مضتْ وسنوات مكتملة وغير مكتملة تماماً كالأعضاء ثم النشأة والأخلاق لتبني بِنا وتتضمَّن اتفاق واختِلاف معاً في الأسُس والنوعية حسب سُلالات مختلفة أعظمها وخيرُها سلالة من خُلق وتكوَّن ليتمِّم مَكارِم الأخْلاق.


نَمضي في سيرة حياتيّة ذاتية فردًا وجماعة، قد نكون على اتفاق بالرغم عن كلِّ اختِلافاتنا، والفرق بينَ أخلاقِنا؛ والسبَبُ ليس تلك النُطفة بل هيَ ما كانت حديثَة الولادة من العادات والتقاليد لنا نحن سُلالة البشر، أمّا سلالة صاحِب العواء فهو يحمِل تركيبة ونطفة تكمُن في الاختِلاف بالنوعيَّة والمضمُون.


مِثلك أنت، سواء بفتح اللاَم أو كسرِها، فالبَحث عن موضوع مُثير لمحاولة الانقِضاض وإظهار النفس اللوَّامة لهَا أثرٌ واضِح وإن كانت بالفعل مُخزية ومخلَّة تخدش وتجرَح الحياء من ردَّة فعلٍ يُسبب عِواء بعد ان استُهلك الصراخ بنبرة عالية قد يكُن سبب تحوُّل من سُلالة إلى أخرى بِلا وعي ولا فائِدة.


فعلاً، إنَّه تحول إرادي ذاتِي واختياري من ذاكَ الصوت العذب حتى وإن كان متغيراً في نبرتِه بلا أنيابٍ إلى عواءٍ ليس صراخ وصياح عادي، والفارقُ هي تِلك حديثَة الوِلادَة التي تكوَّنت بعد أن اكتمَلت مرحَلة النمو والتي ستحمِل وتتحمَّل عبء أصحَابها.


فمتَى يُصبح ذلك التحول والتخلص من سُلالة كانَت، مازالَت وستبقى هي السليمة في تركِيبتها من الألِف الى اليَاء لتِلك الأخرى من الأنياب الحادَّة والتفكير في البحث عن المادَّة بالعديد من عناوينها ما بين الضحيَّة والبريء، لتُغرس تلك الأنياب في المجتمع فرداً فرداً وتحوِّل أصحابها إلى سُلالة مختلفة تماماً لا تحمِل أي حيادٍ او حيَاء، فالمُهم هو الانقِضاض بتلك الانياب بسرعة مسبباً خدشاً وجُرحاً ثم نزيفاً لا يلتئِم جرحهُ مُنْهِياً بذلك الكثير من التساؤلات؛ مَن؟ ماذا؟ ولماذا يطبّق كلٌ مِنا تلك القابليَّة للتحول إلى الوحشيَّة ثمَّ السير خطوة بخطوة نحو ذلك دون أي إجبار، ومع كل اختِيار ليتخلَّى كلٌ منَّا عن مكارِم الأخْلاق.



نَصّ

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شات عرب هو دردشة كتابية صوتية لتكوين صداقات من مختلف الدول العربية سهل الاستخدام متاح لجميع الاجهزة  خصوصيات محمية انضم الينا https://chatarab1.com/

إقرأ المزيد من تدوينات نَصّ

تدوينات ذات صلة