ليس كل مانسعى إليه يبدو حقيقياً، أو على الأقل جادّاً ومثيراً بالنسبة لحاجاتنا الحقيقية

في عصر عولمة كل شيءٍ يبتعد الإنسان عن حاجاته..

الإنسانية

إنني بحاجة لأستقي من بئر الحاجات الحقيقية

لست أدري كيف يمكن بسهولة الحصول على كل شيءٍ لكنني مشغولٌ عن كل شيء

ثقافة الآلات حددت للأجيال بعدها كيف تسير..

ونحن نركض وراء غرائز لا معقولة، فترى كل شيء يتحرك لهدف الحركة، الصعود..

التشبث بسلّم النظام الاجتماعي الجديد

إن لفي عالم الحيوان أمثلةٌ يمكن منها استخلاص ما يحدث لبعض المواقف، فتجد مثالاً حلقة الموت عند النمل

يبقى النمل يدور بدائرة لا متناهية لضعف رؤية من في المقدمة

فيتبعه الباقي وتتشكل حلقة الموت لتهلك كل المجموعة

ولو أن أحدها ابتعد قليلاً للحقه الباقون ونجت الأغلبية

ولكنها مجبولةٌ على هكذا نظام.. كالجندي الأعمى

على مر السنين الماضية ونحن ندور

ونسرع في الدوران بدون سبب..

بل كي أقول الحقيقة هنالك واحد، اللاشيء

الحلم، الأمل، الوصول.. إلى أين؟ ليس مهماً..

لكن ما أبغضه حقاً هو أن الموت يكون أبطأ كثيراً من حلقة النمل

فلربما تملك طاقة كبيرة، فتُعذّب شيئاً فشيئاً.. ولا تفنى

ولست أقول هذا من باب العدمية، بل من يتهم ذلك بالعدمية هم ضعاف النظر ومن قادَ المقدمة ورفض التخلي عنها لسوء حكمه.

وأين ياترى يكون الطريق؟، فملامح الطريق تنمحي

والضوء يخفت.


لقد أبحرت السفينة واتّقدت نارُ البعد

وانهمر الشوق كالمطر، هل تراني كلما ابتعدت تفتّقت أم التأمت جروح الإنسان الضعيف

إلى ربه يشتاق ولنفسه

ينتظر كل يومٍ رحمةً كي يرى وجهته قد اقتربت

لكنّه يرى فقط مكان انطلاقه يبتعد

أيدير وجهه ولا يلتفت؟

هل القبطان يجيد القيادة!

أترى تلك المدينة كما يتحدث عنها الجميع

تستقبل بصدرٍ رحبٍ وجلالة

وفيها كل شيء، بلا شجرةٍ محرّمة، تحرك فضولَ الإنسان وسوءته

هل ابتعدُ عن الخذلان والضعف أم أقترب

يقال أن لا وجود للوقت فيها

بل الحقيقة فقط، هو ما يحدث.. والأحداث كلها موفقة

الانتماء، هل تعرفين؟

اللحظة التي يفقد فيها الإنسان انتماءً ولو كان كاذباً

يموت

ويبقى يجول بحثاً عن حياة أخرى

أي انتماء جديد

هل هذا هو ماجعلني أركب السفينة وانطلق؟

أتراني ميت وأريد نظرةً تتملكني..

لاتقلقلي.. جزءٌ من هويتي معكِ

سآخذك حين أجد.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميل جداً .. ثري وقيّم .. مقاله رائعه 10/10 👌حبيت

إقرأ المزيد من تدوينات أسيد الطعان

تدوينات ذات صلة