أنا لست هنا لأقول لماذا الرجل وليست المرأة .. أنا هنا لأقول أين هو التطبيق الفعلي للقوانين الإلهية العادلة التي تعطي كل ذي حق حقه !!

كم كانت جاحدةً البشرية حينما تناست القانون الإلهي في العدل بين الجنسين ومشت وراء أهوائها ورغباتها في الأحكام

كم كان ظلماً لنا حين نسينا أن الثواب والعقاب ذاته سواء كان الفاعل رجل أو امرأة

جنينا على النسوة في الدنيا بأحكامنا الظالمة وبمنشارنا الذي لن يتوقف عن القطع مادام باستطاعته الحركة

وجنينا على الرجال في الآخرة حينما أنسيناهم أن نزواتهم وأخطائهم الدنيوية لن يجدوا لها شماعة في الآخرة تحت مبدأ ( لا يعيبني شيء ) بل سيكون عقابهم واحداً وسيقفون سواسية محاسبون كما النساء

يا للكارثة في عقولهم .. يا للكارثة في قلوبهم فكيف لهم أن يعاقبوا ويثابوا كما النساء !!

ولو أننا طبقنا القوانين الإلهية العادلة لما وقعت المرأة كالضحية تُرمى عليها كل التهم حتى لو كانت مظلومة .. ولما تبجّح الرجل بأفعاله وأقواله وإن كان ظالماً

ولا يذكرني حال بعض الناس الآن بأفكارهم وقوة تبجحهم إلا بإبليس حين أبى السجود قائلاً ( أَنَا۠ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍۢ وَخَلَقْتَهُۥ مِن طِينٍۢ ) !!

هم لا يصدقون دنيويا أن لهم ما لهن وعليهم ما عليهن لأنهم يرون أن رجولتهم تسمح لهم بأي شيء وسيغفر لهم الناس .. ولكن ماذا عن مغفرة رب الناس ؟؟

وحال " بعض الناس " ليسوا فقط الذكور بل لكل من يعطي المذنب حقه بذنبه ويجعل له شمّاعة دون الرجوع لحقيقة أنه مذنب

لقد أضعنا بوصلة حياتنا وأحكامنا داخل كومة من القوانين الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان وكأنها كومة من القش التي ليست بحاجة إلا لعود كبريت لتبدأ بالاشتعال وكأنها بركان يتفجر ولكن ما تلبث إلا وستبدأ بالتفتت والزوال من ضعف قيمتها واهترائها

إننا بحاجة فعلية لهذا الفتيل لحرق كل هذه المعتقدات .. بحاجة مزيل حتى نمحو آثارها من عقولنا .. لنستطيع إعطاء البوصلة الحقيقية لأطفالنا

لنستطيع تسليمها لهم دون جهل مترسخ وأحكام بشرية لا دينية

إننا لن نستطيع تربية جيل جديد بقيم صحيحة إذا لم نقم نحن بدحض تلك القيم المترسخة في أذهاننا .. لن نستطيع تربيتهم إذا ما رؤونا نحطم أصنامنا التي صنعناها بأيدينا وأعطيناها قيمة وعلاوة فوق المطالب والأحكام والعدالة الإلهية

وإلا فإننا سنعيد تكرار مستقبلهم بتاريخينا

سنعطيهم أصنامنا الفكرية ليتشبثوا بها وليزيدوا عليها من بشريتهم ولتصبح أعقد وأصعب من كونها الآن كومة قش

فلنفتت أصنامنا الفكرية كما فتت ابراهيم عليه السلام أصنام قومه ولنسأل أنفسنا .. هل حقاً كانت ذات جوهر مُستَحَق حتى فنينا عقولنا وأنفسنا دفاعاً عنها ؟؟

رؤى باسط

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رؤى باسط

تدوينات ذات صلة