شهرة كبيرة ومحتويات فارغة .. كيف ساهمت في صناعة عقول سطحية ؟

كان قد أخبرنا بها عباس العقاد .. كان قد صورها لنا ياسر العظمة

تلك الشهرة البالية التي تهطل من كل حدب وصوب على صاحبها ما إن يقطع الشعرة الفاصلة بين الكوميديا والمهزلة .. ما إن ينسى الحد الحاد بين صناعة الترفيه وصناعة التفاهة !

لقد مرّ معنا قبل عقود العديد من القصص التي تحمل نفس المغزى ونفس الرسالة , وحتى يومنا هذا ما زال هناك الكثير من اللافتات المرفوعة تحت مبدأ ألّا تجعلوا من الحمقى مشاهير

ليس لأن الحمقى لا يستحقون هذه الشهرة وحسب .. بل لأنهم ومهما حاولنا الإنكار ذو أثر كبير علينا وعلى أطفالنا وشبابنا

لأنهم يغرسون قيماً سلبية سامّة والمشكلة الأكبر أنهم لا يعرفون ما يغرسون .. ولا نعرف نحن ماذا سنجني !!

كمن يزرع اللغم في أرض لا يعرف صاحبها .. فينفجر صدفة تحت قدم طفله !!

لقد تمّ بواسطتهم تشويه النجاح .. تشويه القدوة وهدم الكثير من القيم الأخلاقية

ربما تعتقدون أنها مبالغة جمّة لكن الحقيقة أصبحت أكبر من ذلك أيضا وللأسف أن عيوننا قد فقدت الإبصار لأنها ما عادت ترى سواهم !

ولأن عقولنا اعتادت على ما يظهرون به أمام الشاشات , ورغم تفاهة ما يقدمون إلا أن قوة تأثيرهم للأسف كانت في أبسط ما يصنعون !

دعونا ندخل الآن على أي شاب أو حتى طفل ولنسأله عن حلمه .. لنسأله عن هدفه في هذه الحياة .. ماذا يريد أن يكون ؟؟

ودعونا نخمن الإجابة على الرغم من أنها واضحة كبزوغ الشمس

سيكون الجواب هو " يوتيوبر !! " أو بالشكل العام للكلمة " مشهور "ولكن مشهور في ماذا ؟ ماذا سيقدم ؟ ما هي القيمة التي سيضيفها لمن سيراه ؟

ما هي القيمة التي سيأخذها من كونه شخصية معروفة“public figure”!!

والجواب غالبا يتمحور حول المحتوى الذي هو باعتقادهم " ترفيهي " لأنه الباب الأسهل للحصول على الشهرة وكل ما يليه بعدها من مغريات تابعة لها من أموال وحب الناس ورفعة المقام لأن وراءه جيش من الإلكترونات يحبونه ويدافعون عنه !!

جميعنا لا ننكر أن عالم الإنترنت فتح للناس أبواب لكسب الرزق بطريقة أو بأخرى وهذا سبب كبير لتوجه الكثيرين إلى هذه المنصات ومحاولة الحصول على الشهرة وبالتالي التأثير وبالتالي أيضاً عمل بعض الإعلانات وكسب المال وهذا سبب كبير دخل في تشويه قيمة مهمة لدينا وهي قيمة النجاح

لقد ارتبط النجاح في عقولنا قبل أن يرتبط في عقول أطفالنا بعدد المتابعين وبكمية الأموال المجنية من أعتاب هذه الأرقام

لم يعد مهمّاً كيف تمت هذه الشهرة وما الفائدة المرجوّة منها طالما أنها تزكي صاحبها ببعض المال .. فأصبحوا كمن يعرض حياته وسمعته للبيع مقابل بضع من القروش .. ولو كَثُرت !

حرفياً اليوم هناك آلاف من الناس على أتم الاستعداد لبيع كل ما في حياتهم وخصوصياتهم , بسيئاتهم وإيجابياتهم مقابل أن يستلموا أحد المنابر وليبدؤوا بنشر ترهاتهم

غير آبهين بالمتلقي أهو طفل أم بالغ ؟

هل سيقلدهم أم لا

هل الأفكار التي يوصلوها إليه ذات جوهر صالح أم لا !!

نعم .. كل هذا الشيء لا يفكرون به ولا يضعونه داخل حسبانهم بمثقال ذرةهم فقط يبيعونك محتوى غير صالح للعقل البشري

فهل تريد أن تكون أنت المشتري ؟؟

رؤى باسط

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

لا تجعلو من الحمقى مشاهير .. ابدعتِ 👍🤎

إقرأ المزيد من تدوينات رؤى باسط

تدوينات ذات صلة