عندما نتحدثُ عن قاتل، ليس هناك وجهات نظر اللعنة على جميع الوجهات، والنظر، والآراء.

أعطني كأس الش...

غبار كثيف

صوت صفير عالٍ، تسكُت الكائنات

ولا يستطيع الحركة،

ظلامٌ حوله، أصبح يتذكر أشياءَ غريبة

ماضٍ سحيق، أفكارٌ متضاربة

يرتجف، العجز كان ما يُساقُ إلى كيانه

يبتسم وهو خائف، حلمٌ غريب

كيف أستطيع أن أستيقظ!

يسمع أصواتاً غريبة حوله

أشخاصٌ يصيحون، "تعالو تعالو وجدتهم.."

يبدء فضوله يشتعل،

-ماذا وجد ياترى؟!

أريد أن أعرف..

آه علي أن أذهب للحمام، أشعر بالغثيان

لماذا! ماذا حدث..

يحاول أن يبعد شيئا يغطي وجهه، يدغدغ بشرته

بعد لحظات، يرى يده بجانبه، لوحدها، بعيدةٌ عنه

-يالعقلي، كيف وصلت يدي إلى هناك!؟ ههههه

يسمع صوت زوجته تئنّ، باسمه، ابنتي.. ابنتي.. محمد ابنتي

ماذا بك، لماذا تصيحين.. هل حلّ الصباح؟

هل كنت نائماً..؟

"يظنّ أنه يتكلم بصوت مسموع"..

لم يكن يدرك ما يحدث،

يستعيد وعيه، يتذكر أنه كان سيقول لابنته أعطني كأس الشاي، كانوا على مائدة الطعام، هو وعائلته

في صباحِ يومٍ من الأيام.. يتناولون الفطور

يبدء يرى نوراً شيئاً فشيئاً.. "ها هو أخرجوه بحذر".. يسمع.

أبعدو ماكان يزعجه عن وجهه، ارتاح قليلاً فقد كان يشعر بالحكة جداً، ويظن أنه كسولٌ جداً ليحك أنفه

يهتز العالم من حوله،

تتضح له الأمور أكثر، لم يكن نائماً.

كان تحت الأنقاض، يحاول أن يُكذّب عينيه

فوضى عارمة، زوجته بدمائها،

وابنته... !! رأسها فقط كانَ قريباً من مكان انتشاله

لا.. لا يمكن!،

تتغير رائحة الجو وتبتعد عنه الرائحة التي كانت تغطي وجهه، لقد كان شعر ابنته، على وجهه.. رائحتها

تتلاشى..

صرخته لم يسمعها الطيّار، الذي ضرب منزله حينها

ولكنّها إلى الآن.. في الفضاء، لم تجد مكاناً يسعُها لحجمها

أغشي عليه، وعلى قلبه وماضيه ومستقبله

وعلى صدره يده تنزف، جزءاً لوحدها..

وهو يتمنّى أنه كابوس..

أعيدوها على وجهي،

أريدها مرة أخرى، لن أتضايق.. أعدكم..

ولكن من كانَ يعد..! لم يكن هناك أحدٌ ليعده..

لقد حدث.. ولم يكن كابوساً، بل ضغطة زر، وأمرُ أحدهم.



إقرأ المزيد من تدوينات أسيد الطعان

تدوينات ذات صلة