قصة يوم, بين الألم والجنون, وربما المستقبل... جاك ضائع
- قد اختبرتُ الألم الغاوي يا لويس
استطعتُ أن أسبب لنفسي أعتى مراحلَ الجنونِ لسطوة الألم
وقد ساعدني خيالي الخصبُ للوصول إلى ذلك
(ينطوي لويس على نفسه أكثر ويقتربُ من جاك لينصت إليه بكل جوارحه، كطفلٍ يُلقّنُ أوّلَ أوامره..)
إن الألم كالصوديوم،
والجنون كالماء،
ما إن خلطتهما ببعض حتى يبدأ التفاعل بالتحرك، وتبدأ الانفجارات
وتتطاير الشظايا
قد يحدثك الكثيرُ عن معاني الألم،
وترى كثيراً من المجانين، وتقرأ عنهم
ولكنك لن تعي المعاني، هل تفهمني؟..
أن تدرك المعنى شيء آخر.. أي أن تعيشه أنت، بشخصك
لا يمكن لأي شيء آخر أن يجعلك تدركه
هل تصدق.. قد أحضرت ذات مرّةٍ مسدّساً وحشوته بالرصاص..
وقررتُ حينها أن أنتحر بأكثر طريقةٍ أؤذي بها جسدي،
أبدء بضرب الرصاص من أخمص قدمي.. صعوداً إلى رأسي..
لكن ما إن ضربتُ الرصاصة الأولى
وبدء الدمُ يتدفق من قدمي على السرير،
شعرتُ براحةٍ وألمٍ شديدين،
حتّى بدأت أخافُ من الموت،
وأدركتُ أنني أرتكب خطأً ساذجاً
قبل أن أبدء،
كنت أريد أن يخرج شيءٌ ما من جسدي بأي طريقة،
وكأن هنالك شيئاً فاسداً عالقٌ في مكانٍ ما بين أعضائي،
هذه إحدى التجارب التي عشتها، أو ربما لم أعشها،
تخيلتها فقط..
هل فهمت الآن؟
- يقترب النادل : هل تريد شيئاً يا سيد جاك؟
لا لا، فقط أحضر لي كوبين من الشاي، وبدل منفضة السجائر.. فقد امتلأت..
- حاضر يا سيدي
لنكمل يا لويس..
- (النادل بجانب المحاسب يحدثه) : غريبٌ أمر السيد جاك،
يطلب دائماً كوبان من الشاي، مع أنه يجلس وحده على الطاولة!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات