تلك القصة إهداء إلي صغيرتي الجميلة ذات الشعر الأسود .

تقف وسط الأوراق المبعثرة و الغبار علي الرصيف ، حافيه دون رفيق . تقف في ذهول وسط تلك القذارة ؛ يبعد عنها صندوق القمامة ببضع خطوات .. ربما تشعر بالضيق من الرائحة النفاذة . إماءات وجهها و شعرها الأسود المنكوش تُوحيا أنها قد أفاقت لتوها من أحلامها البريئة و لكن أين يمكن أن تنام هنا؟ فقط القمامة و الرصيف و السلم حيث لا أحد سوي بائع المشروبات .. تقف دون حراك ، لا تلتفت إلي ما حولها ، ربما تشعر بالإختناق من ملابسها التي لا تلائم حرارة الجو في وقت الظهيرة . تبدو جديدة نسبياً و لكنها ضِعّف حجمها ، لما تضطر لهذا؟ يواصل الناس إلقاء القمامة . تنزل بخطي ثابتة إلي الشارع ، ببطئ شديد دون أن تصارع اللحظة ، لم تتقدم . اكتفت بالتحديق إلي السيارات و المارة بنفس نظرتها الحائرة و كأنها قد اُنتزعت من لحظة دفيئة . نظرة واحدة ثابتة لم تتغير ، ربما تود أن تَعبُر و لكنها ظلت علي هيئتها ؛ تنظر إلي اتساع الشارع و ضئالة موقفها . لم يلتفت إليها أحد و هي ايضا لم تُبدي أي تعبيرات. لم تطلب المساعدة ، لم تنطق بكلمة ، ربما تحاول ترجمة الأصوات و الأشياء حولها.. ربما تردد في أعماقها " ما الذي أتي بي إلي هذا الضجيج و الخراب ؟ ماذا أفعل؟ أ يمكني التحليق بعيداً بعيداً إلي الغيوم القطنية الملونة الناعمة ؟ أ يمكنني أن أجد في الصندوق ألعاب و حلوياتي المفضلة؟ "يواصل الناس إلقاء القمامة. فالزمان و المكان أكبر من استيعاب طفلة في الخامسة من عمرها تقريباً ذي الأحلام المنبعثة من الغيوم .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات فاطمة طارق

تدوينات ذات صلة