تدوينة تحملُ خواطر و مشاعر متخبطة كقلبكَ تمامًا ، و صراعاتٌ حانقةْ غير مرتبة ،خرجت كما أشعُرُ بها

بعدَ السلامِ و إلقاءِ التحيّة ..

لا أدريْ كيفَ أبدأُ حديثي اليومَ ، و من أينَ أبدأ ..

أعلمُ أنّي مقصرةٌ في حقكم و قد مرّ الكثيرُ على تشاركنا بعضَ الخواطرِ التي أقسمتُ أن نتشاركها معًا ..

و لكنِّ اعذروني ، أنا أيضًا أبكيِ الآن شوقًا لكم ..

في كلّ مرةٍ أعجزُ فيها عن الكتابة أشعُرُ و كأنها آخرُ الدنيا .. أشعُرُ حقًا أنّي فقدتها للأبد ، لا أعلم متى سأعودِ و كيفَ ..

و لكنْ في كلّ مرةٍ ينطلقُ لساني ، تنهمرُ دموعي حمدًا على العودةِ سالمة ..

اليومَ سأبوحُ لكم ببعضِ المشاعر المتراكمة ، التي عجزتُ عن البوحِ بها شهورًا فوقَ شهور ، حملتُها في قلبي ، و انتظرتُ بفارغِ الصبر اليومَالذي أبوحُ بها لكم ، و نتجاذب أطرافَ مشاعرنا .. نبكي سويًّا و نكفكف دموعنا سويًا...

في تلكَ الأيامِ الخوالي ..

كانَ شعورًا ما يسيطرُ عليّا بشدة ، شعرتُ و كأن الضيق بحلقي ..

أعتقدُ أنّ من أسوء المشاعر أن يستوحشَ الإنسانَ منْ من يُحبُّ أن يشعرَ بوحشةِ قلوبهم ، و فراغِ ما بينهم .

دعنّي أُفسّر لكَ كيفَ يستوحشُ الإنسانُ في قلبِ من يحبّ ..

أن تصمتَ الأفواهُ و تُسمعُ القلوبْ ، أنْ تُرخى زينةُ الأبوابِ و تُفتّحُ القلوبِ .

أنْ يكونَ القولُ الفصلِ للقلوب .

حينها يكونُ قول الحقَ بلا جدَال ..

اصارحكم ببعضِ مشاعريِ المتخبطة .. و إن كنتُ مخطئة في هذا في نظر الكثيرين ..

إلا أنّ أحيانًا يشعرُ المرءُ بهوانه على من يحبْ و ذاك من أعتى المشاعرِ و أقساها .. أنّ تنظُرَ إلى قلبكَ المكسورْ ، و مشاعركَ المدهوسة تحتَالأقدام ، أن ترى قلبكَ ينزفْ نزيفًا لا يراه غيرُك ..

لا عتابَ يُجدي و لا كلماتٍ تفيد .

بل الأقسى أن تجدَ العتابَ يُقابلهُ نفورْ .. و كأنّي أخبرته أحبُكَ فقال لي لا داعي !

أنا لا أدري حتى الآن متى آخرَ مرةٍ شعرتُ فيها بدفءِ المحبةِ بينَ القلوبِ و صدقِ الشعورِ .

المشاعرُ المزيفة مؤلمة .. أو المشاعرِ التيِ لا تدري حقًا هل هي حقيقية أمْ مزيفة ..

أصبحتُ أقفُ بينَ شقيّ قلبي ، مترددٌّ ءأنا ، أم همّ ؟

المشاعرُ الصامتة تُشيبُ الولدان، و الأفعال الناطقة بكلّ شيءٍ تفقدني صوابي ..

بعضُ المشاعرِ قاسية جدًا .. للحدّ الذي لا يحتمل ..

بعضُ الصمت قاسي ..

و أيضًا بعضُ كلماتِ المحبة قاسية أيضًا !

حينّ تكونُ محبة مزيفة ..

أتمنى كثيرًا أن أنهي الشجار ... و أفض النزاع في قلبي و عقلي ..

أن أسألَ سؤال واحدًا كل يومُ ..هل أنا اليوم في قلبك ككل يوم ؟

لكنّ هذا سؤال أطرحه في قلبي و لنفسي .. و أجد الجواب بين طياتِ أفعالك ، و بين كلماتِك ، و حتى في نظراتك .. حتى أنّي أراقبُك كيفَتعاملُ الناس !

كيفّ تحبهم ! و تنساني !

كان ألميْ أنّي أراقبُ قلوبهم و نسيتُ أنّي أستحقُّ أكثر منك .

ليسَ جديدًا أبدًا الشعورَ .. ولكنّ الجديدَ اختلافُ الأشخاصِ فقط ..

لم يكن غريبًا أبدًا ما حدثَ ..ولكنَ الغريبَ أنّك أنتَ من فعلت.

تكمنُ المشكلة دائمًا ليسَ في الشعور ..

إنما الشخصُ الذي لم تتوقع منه مثلَ هذا يومًا ..

فأثبتَ لك أنّ كل ما لم تتوقع يمكن أن يحدثَ ..


اليومُ أصبحتُ متوقعةً لكلّ شيء ، و من أي أحد !

فنحزن كشعورٌ .. لكن لا نندهشْ لوجوده ..

نبكي دموعًا عزيزة ، و عتابًا نحمله في نفوسنا لمن آذانا .. لكنْ لا نتسآل لمَ فعل أصحابها ذلك ..و لا نتلفّظ به .

نشعرُ بالوحدة لكن لا نتسآل هل نستحق !

نحزن و نبكي و نُخذل .. لكنْ لا نتعجبّ ..

الجميعُ بلا استثناء قادرون على جعلكَ تحزن يومًا ما ..

فاحزن .. و لكن لا تتعجب ..أن فلان قد يفعل هذا !


أشعُرُ و أنّ قلبي مرهقٌ بطريقةٍ ما .. متعبٌ .. متسائل .. أينَ الخروجُ من هذا الضجيج .

مشاعرٌ متراكمة ، و أحزانٌ متجاهلة ، أشعُرُ و كأنّها الآن تطالبني بالبكاءِ ..تطالبني بحقها في الرثاءِ .

و لكنْ أشعُرُ أحيانًا أنّي لا أُريدُ سماعَ نفسي ..

لم أعلم أن الإنسانَ قد لا يبوحُ بالأحزانِ حتى لنفسه ، و كأنّهُ يستثقلُ إعادتها على قلبه .

و يخافُ أن يسمع نفسُهُ ، و أُواري دموعي ... و أدعيّ أن لا شيء !

لم أكن أعلم أن الإنسانَ قدْ يتجاهلُ حزنه بنفسه ، لا يقفُ على ما يُثيرُ مشاعرهُ ..

ثمّ يتفاجأ بسيولِ الألمِ و فيضِ المشاعرِ .. يُغرقهُ.

فينازعُ زفرات الماءِ في بحرِ دموعه .. غريقٌ في بحرٍ ملأه بيديه !

يموتُ بسكينٍ كان يحدُّ نصلها طويلًا ..

يُغدرُ به بوحشٍ أطعمه ...

يُخانُ بأمره ..

يدّمر بقلبه...


مريم طه

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مشاعرٌ متراكمة ، و أحزانٌ متجاهلة ، أشعُرُ و كأنّها الآن تطالبني بالبكاءِ ..تطالبني بحقها في الرثاءِ 
جميل جدا يا مريوم كالعادة 😍😍

إقرأ المزيد من تدوينات مريم طه

تدوينات ذات صلة