اشتقتُ لأن تقع عيونُكم على كلماتي ، و اشتقتُ أن تقعَ كلماتي في قلوبكم .. لا تدري ما أحملُه لكَ اليومَ في طياتِ قلبي ..!

العودة ..

العودة ..

السلام عليكَ قارئِي العزيز .. طالتْ الغيبة !

اشتقتُ لأن تقع عيونُكم على كلماتي ، و اشتقتُ أن تقعَ كلماتي في قلوبكم ..

لا تدري ما أحملُه لكَ اليومَ في طياتِ قلبي ..!

لا أراكَ اللهُ قلبَ كاتبٍ لم يوّظف مشاعرَهُ لشهورٍ ..

حقيقةً لا أعلمُ كيفَ أبدَأُ و من أينَ أتجلّى ، أشعُرُ بأّني مازلتُ أطرقُ بابكم على استحياءٍ ، خجلةً ، وجلةً .. لا أدري أتأخرتُ كثيرًا ؟

أَ مازال الوقت يسمحُ لي ببعضِ البوحِ و القليل من مشاركةِ المشاعر ؟

يبدو أنّ الجميعَ تجرأَ علّي في غيابِ قلمي و حروفي ..، فهي من كانت تدافعُ عنّي ..

اليومُ ، سأُفصحُ لكم عن بعضْ مشاعري المكتومة لشهور ، و أبوحُ بقدرِ ما اختبرته من المشاعرِ بدونكم ..

أعتقدُ أنكم تحملون نفس القدر من المشاعر ، لأننا لم نتشاركها معًا ، و لمْ نبتلْ معًا بماءِ المطر .

يبدو أن الانتظار على نارٍ هادئة كان طويلًا جدًا و ، حان للإناءِ أن ينضحَ بما فيه ..!

أن يمتلئ حتى فيهِ و يفيض ..

و لكنّ غيابي لم يكن مُبَررًا ، و لا أملِكُ حجةً للغياب ..

بل كان يأسًا .. يأسًا من كتابة المشاعر في سطور ، يأسًا من عرضها في كلمات و لكنها مازالت تؤلِمُ بحق !

مشاعري التي أكتب عنها ، في أحيانٍ كثيرة تكون دليلَ إدانة لا براءة .. شاهدًا على قلبٍ مكلوم .


و كأنّي رضيتُ بالواقعِ تمامَ الرضى ، لم أسعَ فقط و لو للتعبيرِ عنه .. و هذا و لو تعلمْ أسوء كثيرًا ..


الأسوءُ من أن تتألم ، هو أن ترضى بالألم ..

أنْ تتعايشَ بكونه ثابت لن يتغير ، تستيقظ صباحًا تتساءل عن الدواءِ بدلًا عن بترِ الداء .


شعرتُ لشهورٍ أنّ الجميعَ على حقٍ و أنا المذنبة .

لا يجبُ الشعورُ دائِمًا ، لا يجبُ أن تستمعي لقلبكِ في كل صغيرةٍ و كبيرة .

كانَ شعورًا أقسى من الشعور !

تجاهلِ قلبي .. و ما يمليهِ علي ..أن أتجاهل ألمي بينهم .. كانَ أقسى من أنْ أسمح للألم أن يأخذَ مكانه .

حتى في ذاتِ يومٍ ، كانت دقيقة واحدة كفيلة لتعيدني للحياة !

أن تبثَ في قلبي جميعَ أنواعِ المشاعرِ ، باختصار جدًا …

كانت دقيقةً جعلتني أرى الحقيقة ..

كانت كلمةً ساخرةً من مشاعرَ فيّاضة !

كانت كلمةً تحرك لها لسانُ هذا الشخص ، زرعت في قلبي حزنًا ليومي هذا ، أُقسمُ أنّه لا يدري عنها شيئًا الان ..

إلا أن توقيتها أيضًا لعبَ دورًا هامًا جدًا ..فلن أخبرك حتمًا أنها كانت بعدَ ساعات قليلة من بعضِ المحبة المتفانية تجاهه!

جعلتني هذه الدقيقة عاجزة عن الكلام .. و الكتابة أيضًا ..

بكماءَ .. صماء .. و كأنّ حروف الدنيا لم تستطع الوقوف بانتظامِ في حلقي وقتها .

و كعادتي لم أستطع العتاب !

و كيفَ ؟


كيفَ و أنا أؤمن أنَّ ما يُتبعُ العتابُ كريه الطعم ، تفوحُ منه رائحة المجاملة العفنة .. و شعورٌ أنّ المحبة بعد العتابِ ، هي كإطعامِ مسكينٍ طلبَ منكَ بعضَ الطعام ، فأعطيتُه كيْ لا ترده !


لا أؤمن بالمشاعر بعدَ العتابِ ..


فأسررتُها في نفسي كسابقاتها .

إلا أنّ تلكَ دونًا عن غيرها .. كانتْ كالسمُّ ينهشُ في الحشا ..

لم أشعرْ سوى بألمهِ .. و حمّى لياليه .

كانَ أسوء من أن يُكتبَ بين سطورٍ و السلام .

حينها شعرتُ بعجزي ..

حينَ احتقن قلبي و لمْ أجدْ ما أكتبهُ ..

كانتْ نقطةً عندها ،شعرتُ أنّي فقدتها للأبد ..

كانت فوضى قرارات و فوضى مشاعر ....

كنتُ أهابُ الورقة و القلم ..

كنت أخافُ منهم .. ، خوفًا أن أشعر بعجزي عن التعبير عن ما يحمل قلبي في ثناياه .

كنت أتحاشاهم ، خوفًا من أن لا أستطيعُ صياغة مشاعري كما هي ..حقًا ..

كانت مشاعر عبثية همجية حمقاء، لا أدري كيفَ أُميكُ بخيوطها فقط لأكملَ النسيج ..

أترى ؟

لأي مدى يمكن للإنسانِ أن يفقدَ ثقتهُ بنفسه ، في دقيقةٍ ؟! بكلمة !

دقيقةً !

أقسمُ لكَ أنها لا تعنيك ..

إنمّا هزّت كياني بأكلمه .

ما بين فوضى المحبة الزائفة ، و ضبابُ المشاعرِ الحقيقية و المتكلفة ..!

ضعتُ شهورًا فائتة ..

حتّى عادَ ليَ الشعورُ .. و عادتْ كلماتي .. و عُدتُ من رحلةٍ و صراعٍ .. كان صراعًا مع كلمةً قيلتْ في دقيقة !

كلمة لم تُلقِ لها بالًا .. أرّقت عيون .

فأهلًا بي؟ .. أهلًا بي في بيتي من جديد و بين منْ أُحبّ ؟ أهلًا بي ساكنةً قلوبكم ، أطرقها بخفةٍ , مُطئطئة الرأس ، يكسوني الأمل , أن تفتحوا لي قلوبكم من جديد ؟

الإجابة لكم ♥️




مريم طه

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مريم طه

تدوينات ذات صلة