السعادة ليست بالأمر الصعب أو المستحيل ، السعادة قرار، كن سعيدا لأجلك أنت .


بالأمس وأثناء نزولي على سلم البيت تخطيت إحدى درجات السلم فكدت أقع لولا أنني تمسكت بحاجز السلم المعدني فلم أسقط ولكن ذراعي دفعت الثمن ، فقد حملت ثقل جسدي المنجذب للأسفل فمنعت احتمالية الوقوع والكسور .

وهكذا هي الحياة ترمينا بأحداث جسام نتقيها بجميع حواسنا ليدفع الجسد ثمن هذا الحمل الثقيل ، فتظهر علامات ما نختزنه بداخلنا بالظهور بشكل آلام عضلية وصداع وتوتر وغيرها من الأعراض غير المبررة بالنسبة للأطباء على الأقل ، ليفاجئك الطبيب بقوله ليس هنالك أي مشكلة وكل التحاليل تؤكد ذلك ، وفي وسط دهشتك تتمنى لو أنه وجد شيئًا ، لأن عدم وجود علة محددة يعني عدم وجود علاج ، لذلك يجب على الشخص المصاب بهذه الأوجاع أن يكون صريحا مع ذاته ويقر بوجود حمل نفسي ثقيل ، يثقل على جهازه العصبي والذي بدوره يعلن عن ذلك عبر الام جسدية غير مبررة ، ومن هنا تبدأ رحلة العلاج الحقيقية وذلك باستشارة طبيب مختص بالأمور النفسية ، لأن بعض الأمراض منشؤها نفسي وليس جسدي ، حرر نفسك مما يثقل كاهلك قبل أن يصبح الوضع أكثر صعوبة ، ابتعد عن مصادر التوتر والقلق ،

تحدث اصرخ ولكن لا تختزن كل ذلك في جسدك وروحك ، أرواحنا هشة يثقلها كل هذا التوتر والصراع مع النفس ، فلا يمكن لإنسان مهما بلغت قوته النفسية أن يحتمل ضغوطات الحياة وحدة ، كل روح تحتاج روحا أخرى تحمل معها جزءا من هموم الحياة ، اختاروا بعناية دائرة المحيطين بكم ، فالمحبة والألفة تساهم وبشكل كبير في تخفيف التوتر ، فالتوتر مسؤول عن الكثير من آلامنا ومشاكلنا النفسية والجسدية ، ابحثوا عمن ينشرون الضياء في حياتكم ، يرسمون الضحكة على شفاهكم ، يربتون على أكتافكم ، فكثير من الكلمات بمثابة علاج فعال إذا كانت من الشخص المناسب .

أخرج نفسك من القيود التي رسمتها دون وعي منك وربما دون داع لذلك ، اضحك بصوت مرتفع ، تفاعل مع محيطك بروح ايجابية ، استمع للبعض بأذنك لا بروحك فالبعض مدمن للشكوى ، يرمي حمل أفكاره عليك ليذهب خفيفا ويمارس حياته بسعادة ، تخفف من كل ما يكدر صفو حياتك ، بعض الهموم والمشاكل لا يد لك في حدوثها ولا قدرة لك على حلها فاتركها لله فهو المدبر لكل شي ، ادع الله أن يعينك عليها وتوقف عن التفكير بها فلا تكن كحجر الرحى فتطحن قلبك دون أن تدرك ذلك .

اقرارنا بوجود مشكلة سيحثنا على البحث عن علاج ، والمهم هو اختيار الشخص أو الطبيب المناسب لنبدأ معه هذه الرحلة ، الحياة قصيرة فلنجعلها محتملة على الأقل ، تصنع السعادة حتى تصبح سعيدا ، فالصبر بالتصبر ، ولكل مشكلة حل ولكل داء دواء ، دواؤك بيدك أنت ، قرر وسوف ترى نتائج قرارك ، فالسعادة قرار .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

Aicha
كلام صحيح .. أسعدني مرورك وقرائتك الواعية .. دمت بود 🌺🌺

إقرأ المزيد من تدوينات قلمي / عبير الرمحي

تدوينات ذات صلة