مذ وجد القلم والكتابة متنفس الروح ، فكل كلمة كتبت ستجد لها قارئا يهيم بها وتكون له قنديلا .. اكتبوا فلن تضيع الكلمات التي تكتب .

قصتي مع ملهم


( الذي يمسك بالقلم لن يكتب اسمه في زمرة الاشقياء)

(عبده خال )

مذ وعيت على الدنيا وعرفت ما هو القلم وهو ملتصق بأصابعي ، اكتب واكتب وكأن الكتابة باب للحياة ، وإذا لم يكن القلم قريبا مني خطت أصابعي كلمات في الهواء، هذا كان حالي مع الكتابة ، وما زاد تعلقي بها أكثر كلمات والدتي سيدة الحكايات فقد كانت تبدع في قص الحكايات وكانت جعبتها لا تنفد أبدا ، كانت تقول دوما ( اكتبي يا ابنتي ، فالقلم لا يزل أبدا ) ، اكتب واكتب وتتراكم القصاصات يومابعد يوم ، في زمن لم يكن لمواقع التواصل مكان ، ولم يكن الانترنت قد مد خيوطه في عالمنا ليربط الشرق بالغرب ولا الشمال بالجنوب ، في زمن كان الحصول على كتاب واقتنائه رفاهية لا ينعم بها إلا كل ذو حظ عظيم ، أشم رائحة الكتب على بعد أميال فأقص أثر أي كتاب علني أحظى باحتضانه وقرائته ، لينعم الله علي بأول هدية من الكتب وإذا أنا على موعد مع الرائع جبران في مؤلفاته العربية والمعربة ، في مجلدين كانا بالنسبة لي أغلى من كنوز الذهب ، وما الذهب مقارنة بهذه الحروف التي خطت من نور ، لم أكن أقرأ فقط بل كنت التهم الكتب والكلمات ،وكلما زاد عدد الكتب في مكتبتي المتواضعة ، ازداد التدوين ، اكتب واكتب دون توقف ، في عقلي سيناريو لا ينتهي لقصص وحكايات تحتاج من يرقمها على صفحات بيضاء ، ولكنها الحياة تأخذك في دوامتها لتصبح جزءا لا يتجزأ من تلك المطحنة العملاقة ، فلاتكاد تستيقظ حتى يدركك موعد النوم ، وما بين شروق وغروب تمضي السنون ، مخلفة أحلامنا على قارعة الطريق ، كل ذلك وحلم النشر ضرب من الخيال في تلك الأيام .

اختلطت الأحلام والأمال ، فصخور الواقع غيبت تلك الرؤا وما عاد بالإمكان مراجعة أي حلم منها ، وما دفن من أحلام الشباب أكثر مما تم تحقيقه ، ولكن الكتابة وإن كانت حبيسة الأوراق إلا أن روحها ما زالت ترفرف رغبة في الخروج للعلن ، وما بين جملة هنا ونص لم يكتمل هناك مضى الشباب والعنفوان وإذا بي على مشارف خريف العمر ، لا أدري كيف تسربت كل تلك السنوات من بين أصابعي كرمال الصحراء .

وما أن ألقيت عصا الترحال في مجاهيل الحياة حتى وقع بصري على صفحة ملهم تلك الصفحة التي فتحت لي أفاق النشر واطلاق العنان لكلماتي الحبيسة كي ترى النور ، عل تلك الحروف تلامس بعض القلوب وتنشر الدفء لدى قارئها ، وها أنا ذا قد أتممت عاما مع ملهم ومع مجموعة من المتابعين الذين أكن لهم كل الاحترام والتقدير على منحي بعضا من وقتهم لقراءة كلماتي وعلى تعليقاتهم التي تبث البهجة في صدري ، فشكرا من القلب لملهم وفريقهم الرائع ، الذين يبذلون أقصى طاقاتهم لترى النصوص المكتوبة النور ، وشكرا من القلب لكل من يتابعني فأنتم جميعا عائلتي الأدبية التي أفخر بها .



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرا لك على مرورك وقراءة المقال 🌺🌺
youssef Hourani

إقرأ المزيد من تدوينات قلمي / عبير الرمحي

تدوينات ذات صلة