هذهِ رسالةٌ لن يقرأها و لن يستلمها صاحبُها أبدًا ..

رسالةٌ بلا مستلم ..

هذهِ الرسالةِ لن يقرأها الشخصُ التي كتبت من أجلِه تلكَ الرسالة أبدًا ... و أعلمُ جيدًا أنّ سيكون هُناك مئات المشاهداتِ ولكنْ لن يكونَ من بينها المرسل إليه هذه الرسالةُ .. و ستكون بلا مُستلِم..

ليتَ الإنسانَ يستطيعُ الإمساك بزمامِ قلبِهِ يوجِّهه حيثما يريد ، ليتنّي أستطيعُ التحكمَ بقلبّي بأزرارٍ معلومة ، إذا ضغطتُ هذا الزر أغلقتُ قلبي و إذا ضغطتُه فتحتُه ..

ليتَ للقلوبِ مفاتيحَ تُغلقُها و تفتحُها حينَ أُريدْ ..

يؤسفنّي أعزائي القُرّاء أنّ تلكَ المرة ليستْ لدموعكم إنما لدموعّي أنا ، أنا أكتب تلكَ الكلماتِ و أنا أخاف أن تبتلَّ ورقتي ، أخشى أن تنهمرَ دموعي فلا أرى ، و لكنّي سأُحاوِلُ النظرِ بين كل دمعةٍ و أخرى ..

صديقي العزيز .. اسمحْ لي أن أُخبركَ العزيز .. حتى و إن كُنتَ لا تعتبرني كذلك ..

إليكَ ..

لقدْ قاومتُ البكاء كثيرًا ، وقفتُ جلدةً كثيرًا لهذا الموقف و تحملتُ بصدرٍ رحبٍ و لكنّي الآن أنهار بين يديك ، انتظرتُ هذه اللحظة التي أُمسِكُ بها بقلمي و أنهار ..بفارغ الصبر ..

فإليكَ عزيزي ..

لم يكنْ الأمرُ كما يُخيّل لكَ أبدًا ، لم أكنْ أبدًا أسعى لكلّ ما حدثْ، كنتُ أصرخُ تمنيتُ لو تعلمَ دافعُ الصُراخِ إنما هو أنّي أحببتُك ..

إنما أخذتَ الصُراخَ بفعلِهِ لا بدافِعِه .. و أصررتَ الإمساكَ بعلو صراخي عيبًا قادحًا ....رغم محاولاتي لإخبارك أنا أتألم..

كنتُ أصرخُ ولكنّي أردتُ إخبارك كلما على صوتي كان من قلبي ...

لمَ يكسرُ الإنسانُ حدوده من أجلٍ شخصٍ ما ، ثمّ ينتهزْ جميعَ الفرصِ لكسرِ قلبي ..

لمْ أُعطي تلكَ الفرصة ابدًا لغيرِكَ ، غيرَ أنّك أمسكتَ بها و ألقيتَ بها غير آبهٍ لها ..

أحيانًا أقفُ عاجزةٍ تمامًا ، أتمنّى لو أُنهي كلّ جدالٍ بيننا و أخبِرُكَ :"كم أحبّك" ، لم تتركِ لي أبدًا فرصة..

لم تتركِ لي فرصةَ شرحِ خبايا نفسي ، لم تترك لي فرصةِ الهربِ من مواجهتِكَ و الإختباءُ من بواعثي.


كانت رغبتُكَ في الفوزِ بالجدالِ دائمًا تفوقُ قوةَ حبّي لكَ .. و تكسرُ دائمًا عاطفتي بمنطقك ..


أرجو لوْ علمتَ أنّ كلّ عتابٍ تلفظتُ بِه كان توسُّلًا لبقاءِ آخر مشاعرِ الحبّ بيننا ..

تمنيتُ لو علمتْ أنّ اعتراضي على غيابِكَ كانت رسائلُ محبة لا اعتراض ..

كانتْ رسائلَ استغاثةٌ .. كانتْ رسائل خفيّة بعثتُها إليكَ أُخبرُكَ :"أنا أحتاجُكَ" ، لكنّكَ صددتني بكبريائِكَ و دفاعكِ عن حقك في الغياب ..

لمّ أكنْ أنوي أبدًا اتهامك بالغياب ، إنما وددتُ إخبارك .."كم احتجتُكَ"..

ولكنّ أحيانًا لا تُفهمُ عباراتُ الحبّ.. إلا لمنّ أفرطَ في الحُبِّ مثلّي ..

أنتَ لم تفهمنّي يا عزيزي ، لقدْ كنتُ أُحاوِلُ إخبارك كم أفتقدُكَ .. ولكنّكَ قررتَ أنّ من حقكِ أنْ لا أفتقدُكَ.. أعتذرُ لإزعاجِكَ ..

لقدْ أسرفتُ في حبّك حتى ظننتُ أنّ ليّ الحقْ في طلبِ وجودِكَ و الاعتراضُ على غيابك .. ولكن بعذرٍ متأخرْ أُخبركَ آسفةٌ لأن خيالي المريضْ سوّل لي أنّ من حقّي المُطالبةُ بحبّك ..

آسفة لو أنّي أحببتُك بالقدرِ الذي جعلنّي أكسرُ الحدود و أتعدى قوانين البشرِ و حقهم في الوجودِ أو العدم ..

آسفةٌ لو وضعتُكَ في قلبي و أنتَ لا تريد ..

لقدْ سكنتَ قلبي بقدرِ ما تملأه .. ولكنّ من الجلّي أن قلبّي لم يُعجبك سُكناه .. رغمّ أن ضيوفَ قلبي أُكرمهم بفيضانِ الحُبِّ الذي لا ينضب ..

يبدو أنّ قلبي لا يصلحُ أمثالكَ ، رديءٌ هشٌ ..واسعٌ لكَ لا يُزاحمُك فيه أحد ..

أعتذرُ إن كانَ حبّي لكَ أزعجك .. لقد تعلّمتُ أنّ الحبّ لا يعني السعادة ..

و لا يعني أيضًا بالضرورة أن يكونَ شعورٌ جميلْ .

بل قد تتثاقل لأن أحدُهم يُحبُّك كثيرًا ..

آسفة لأنّ توقعاتي كانتْ أكثر من حبّك لي ، فقط تمنيتُ لو أنّكَ أحببتني كما أُحبُّك .. أو كما ظننتُ أنّكَ تُحبّني..

كان كلّ شيء خطأي .. لا خطأ لكَ يا عزيزي ..

أنا المسرفة في الحبّ دائمًا ، و أنا أُعطي بقلبي دائِمًا و أنتظرُ بقلبي أبدًا .. و عندما أُحبُّ يعجزُ الحبُّ عن حبُّي ..

آسفة لكلّ شيءٍ ، آسفةٌ لأنّي أحببتُكَ ..

سأُحاَوِلِ الآن الرحيلَ بكلّ شيءٍ ، سألملم أخطائي ، و سألتقطُ حبّي الذي رفضتَهُ ، سأعتذرُ لكَ عنْ عبءِ حبّي لكَ ..سأرحلْ بقلبيِ و سأُحبُّك هذه المرة إنما سأحبّك هونًا .. لعلّي لا أهلَكُ مرة أُخرى ..

ولكنْ قبلَ أن أرحلْ وددتُ لو فقطْ أُخبِرُكَ كم أحببتُكَ .. و أنا الآن أُحاولْ ألّا أفعل من أجلكَ ..

فقدْ أحببتُكَ حتى أنّي أُحاولِ ألّا أُحبُّك لأن حبّي أثقلك و ففضلتُ أن لا أُزعجكَ بمشاعري الرثة الغثيثة ..و لو تعلم فهذا من حبّي لك ..!

أعلمُ أنّ من سابعِ المستحيلاتِ أن الشخصَ الموجهُ له تلك الرسالة سيقرأُها ، و لكنّ إنْ أصبحنا في عالمِ تحقيق المعجزاتِ و وصلتَ إلى هنا بطريقةٍ ما ، فلتعلم أنّي :"أُحبُّك" ...

مريم طه

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

احسنتي الطرح..لامست قلبي💕💕🌿

إقرأ المزيد من تدوينات مريم طه

تدوينات ذات صلة