بعضُ الرسائل التي لا يمكنُكَ إرسالُها، هذه رسالةٌ يتمنّى أحدُهم إرسالها بالتأكيدِ و لكنّ بعضُ الرسائِل لا يمكن كتابتها .. فقطْ اقرأ.

عزيزي ... أعلمُّ أنّ مرّ عامينِ منذُ آخرِ لقاءِ لنا ...

لكمْ تمنّيتُ أنّ أضعَ رأسي على وسادتِي و أنا أشعُرُ بالحبِّ الدافِقِ منكَ لا أنْ أبكي كلّ ليلةٍ لِذكرانا ..

يعلمُ الإنسانُ صورتُه البشعةِ و ضوضاءَ مدينتِه و صخبَ نفسِه ..

يدري الإنسانُ كمْ هو ثقيلٌ رثٌّ غثيث .. لكنْ ..

يتمنّى أنّ يُحبّ و يلمسَ الحبّ بكلتا يديه و يرى ضوءه !

رغمّ غوغائيتي و لكنَّي تمنيتُ لو رتبتّها لي ببعضِ الحُبِّ ..

كمْ ضربَ البردُ آواصري ثمّ وددتُ لو أدفئت قلبّي ببعضِ الحنينِ إليّ ..

لكنّ أصبحتُ أتسآل ... كل ليلة!

أين فتيلُ الحبُّ ؟

هل هُناك من سيشعلُهُ لي ؟

ماذا لو كرِهني الجميع ؟

ماذا لو استثقلنّي كلُّ من رآنّي !

ماذا لوْ أحرقَ الجميعَ طُرُقَ الوصولِ إليّ ..و تمردوّا على قلبي مثلك ؟

كألفِ سؤالٍ تركتَهُ في نفسي و رحلتْ ..


يتحذلقُ الجميعُ بالقدرةِ على التجاوز ، و العبور بسلامٍ على أحزانِهم ، يروون للناسِ كيفَ تمكنوا من المرور من مآزِقِهم مرور الكرام ..، و لكنّهم كاذبون !

الجميعُ يكذب ، الجميعُ يتماثلُ التجاوزْ !

لا أحدَ يُشفى سريعًا .. لا جرحَ يلتئمُ بسرعة .. يجبُ أن يؤلمْ و يؤلمُ ثمّ يؤلم ... ثمّ يُشفى ..

أو أنا الضعيفةٌ ..، ضعيفةٌ للحدِّ الذي لم أستطع تجاوز الأمرِ و العبورَ بسلام !

تمنيتُ حينَ أمرُّ على أحزانِّي أن أُلقيَ السلامَ و أبتسم .. أو أنْ أنامَ بدونِ أنْ أُحيي الموقفَ في عقلي العديد من المرات !

تمنيتُ لو أكتُبَ مثلكمْ ... أنّ الأمرَ لم يُعيقُني .. أنّ الأمرّ لم يعنيني .. و أنّ الخروجَ كان ببساطةٍ لا مثيلَ لها ..

تمنيتُ لوْ أستطيع التجاوزَ بلا بُكاءٍ كلَّ ليلة ..،

و لكنْ للأسفِ الشديد ..

أنا أبكيِ بشدةٍ ، و أنوحُ ..، ثمَ أُقسمُ أنّه لا يعنيني !

و لكنّ عقلي و قلبِي حنثوا قسمي ...

أُفكرُّ دائمًا .. و أُعيدُ المشهدَ كثيرًا .. أُجرحُ كأوّلِ مرة .. أموتُ بنفسِ الرصاصة كلّ مرة .. و أبكي ...

كلّ صباحٍ أبتسمِّ ....

اليومُ هو يومُ الحريّة من عبودية حبِّك الطاغية ..

ستُفكُّ اليومَ قيودُ الذكريات و سأرى شمسَ الحرية ..

حتى ....

أرى اسمك في مكانٍ ما ثمّ يُعادُ الشريطُ بسرعة ...

أوْ أن أرى صورةً لنا تحملُ العديدَ من الذكرياتِ ، فأُغلِقُها .. حتى لا تعلم بما حدثَ لنا ...

ثمّ أعودُ لوسادتي أبكيْ ... ككلِّ ليلةٍ سجينُ ذكرىَ و سجينُ قلبٍ لم يعدْ يرانّي ...

و لكنْ ..تُبكىَ الدُموعُ لِتَغسِلَ الألمْ و تُمحيِ جميعَ ما يحمِلُ القلبُ من الآسى ..

تُبكَى لِتحمِلَ معها الهمومُ و الحبَّ لِتسقطُ منْكَ ..

فبكيتُ ليسَ نضالًا في عودتِكَ أو رغبةً فيكَ.. ..


إنما لأنتزِعكَ منّي .. فأبكي حتى تسقطَ من قلبي ..

فانتزَاعُ الحُبِّ من القلبِ مؤلم ....

فكلّ دمعةٍ كانَت لأنّ استئصالِكَ من قلبّي بعدما تمّلكتّه و اشرئبَّ بكَ موجِعٌ حدَّ الصراخ ، و اقتلاعُ الذكرياتِ مُميت حدّ العويل ..


إنمّا محبتُكَ فكانت تتناقص كلّما اِبتلَّ خدّي و ما تشغلُه من قلبي يتضاءل ..و كانَ ضبابُ صورَتِكَ يختفِي شيئًا فشيئًا ..



أعلمُ أنّي أبكي كلّ يوم و مازلتُ أبكي كلّ ليلةٍ ..

....

ولكن .. كانَ هذا قدرُكَ في قلّبي ....

كلّفنّي البكاءَ عاميّن ..

و مازلتُ أبكي..!


مريم طه

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائعة جدا💙انا احب تدويناتك 💖💖💖

إقرأ المزيد من تدوينات مريم طه

تدوينات ذات صلة