،لم تعد تغريني تلك المحادثات هنا ،لا أستطيع تحمل سرعة الحديث عن موقف يستحق أن ينضج طويلا ! ولا التعبير عن ذكرياتنا بجملة مقتصة من نص !
يروق لي جدا وجود أشخاص في هذا الكون يقدسون كتابة الرسائل ، يستطيعون التعبير عما يخالج دواخلهم بالمداد، قطع نادرة تكتب تفاصيلا رائقة، تستطيع تمييز صاحبها من خط اليد ! ، تتراسل بأظرفة مصممة خصيصا لهذا الطقس ! فكرة كونك شخصا مميزا لدى أحدهم ليكتب لك ، كفيلة بأن تفجر داخلك ينابيع من السعادة الغامرة..
أن تعيش في الماضي وأنت إبن اليوم ، تتحسس العبارات وتنتقي لك الأماكن والأشخاص بدقة ، تأسرك نغمة قادمة من زمن ثقيل ونص عتيق يربك تعليمك المهترأ، ومساحة خضراء تعانق روحك ،كونك هناك لا ينفي تحملك ما قد لا يعجبك اليوم ! ربما قفزت من زمن آخر لترى الفرق وحسب !
،لم تعد تغريني تلك المحادثات هنا ،لا أستطيع تحمل سرعة الحديث عن موقف يستحق أن ينضج طويلا ! ولا التعبير عن ذكرياتنا بجملة مقتصة من نص ! ولا إخبار أحدهم عن رائحة الخبز مع الفجر كم تلهمني لأكتب عن الحب ! ولا عن عمر نبتة الصبار خاصتي التي لا تريد أن تكبر بعد ! ولا عن تلك الصور المتجددة في المكتب حينما أرتبها بسر... !
إننا حين نكتب فنحن نعطي من أرواحنا مساحات كبيرة تستحق أن تُقرأ بعمق ، إننا نرى بهدوء وننسق الحروف لتكتمل لوحة من الجمال ، كما أننا نرى بينها مفاجآت خاصة بنا حتى وإن لم تُقصد ! كلمات تسافر في حقيبة ساعٍٍ ما ، تقابل الكثير من أخواتها لتبتسم! ولتزور بعدها مدنا ودقائقا وتتحمل تغير الطقس ! ثم تأتي كالنور لتمسكها إرتجافة يد كادت تيأس، أن لا وصال !
لا تكف هاته السرعة عن لفض هذا النوع من البشر، إنها تزج بهم بعيدا حيث تعجبهم العزلة إلى أن يقرر أحدهم أن يكتب رسالة ما ،تتحدى هذا الزمن ... !
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
بالتوفيق إن شاء الله جميل جداً جداً استمري