حينما تخوننا قلوبنا وتصبح الخنجر الذي يهوى على صدرونا ليمزقه فاين يكون الملاذ

قلبي ذلك الطّفل العنيد معذّبي يقطن داخلي يذيب روحي من فرط شعوره وحساسيته.. متى وكيف كبر هذا القلب السّاكن بين أضلعي؟.. فكلّما تقدّمت سنوات العمر ازادات طفولته، وكأنّه يخبرني كلّ عام أنّه غير مرتبط بي، وبكلّ ما يحدث له ولي..

أصبحت كسفينة لا تعرف أين مرساها... كتلك الّتي شوّه جمالها الخضر كي لا يُعجب بها ويأخذها جنود الملك، الّذي يأخذ كلّ سفينة غصبًا... لا أدري متى أصبحت هكذا... لا أميّز الخير من الشّرّ، ولكنّني أثق بإرادة الله، وأثق أنّني أمتلك قلبًا كالجوهرة لا ينطفئ نوره مهما أذاقته الأيّام مرارةً، يظلُّ متوهجًا يساعد من هم ضعاف، وكيف ذلك وهو أضعفهم؟ لا أدري، أتلك قوّة خفيّة داخلي؟ أم أنّها ستار وهميّ لما يحمله ذاك القلب الحزين من انكسارات وأحزان متتالية؟ كيف للأشخاص الّذين سلّمتهم قلبي وروحي ودمي أن يجعلوني بتلك الهشاشة؟ كيف لهم أن يذيقوا الويلَ لقلبٍ لم تشهد أعينهم وقلوبهم منه إلا الحبّ والرّقّة والتّضحية تلو الأخرى؟ حتّى أصبحت تضحياته حقًا مكتسبًا.

احترقت روحي وأنا أبحث عن الرّضا لحظيّ، أرتشفه كالقطرات الصّغيرة الّتي لا تشبع طفلًا رضيعًا، كيف لكم أن تكونوا بتلك القسوة، وتلك البشاعة؟ كيف تعرف عيونكم النّوم؟ كيف يستريح قلبكم وقلبي بحبكم يتعذّب؟ يتجرّع كؤوس السّم كي يموت ببطئ مودعًا عالمكم الظّالم، ورغم كلّ تلك الآلام قلبي كالطّفل ينتظر منكم كلمة واحدة؛ لكي يركض إليكم، ويطلب رضاكم مرّة أخرى، وكأنّه هو المخطئ الّذي يتمنّى، ويطلب الغفران، أيا قلبًا عذّبني وأحرقني بنيران العشق الظّالمة، متى سيُكتب لك أن تصير ناضجًا عاقلًا؟ أرجوك لا تُذهب عمري حسرات وحزنًا على أشخاص لا تستحقّ إلا المضيّ قدمًا فوق جثثهم المحترقة قصاصًا لظلمهم غير المبرّر.. قلبي ذلك الطّفل العنيد، قلبي ذلك المغامر الوحيد.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات سمر رجب ( كاتبة روائية )

تدوينات ذات صلة