رسائل من مذكرات طالبة طب ... تحاول أن لا تعيش واقع الطب النفساني المخيف وتخلفه الإنساني قبل العلمي


8 ماي2022


الى طبيبتي النفسية ، كيف حالك لا أعلم إن كنت سألتقي بك ، إذ لا يوجد حتى الآن شخص كتبت عنه والتقيت به . كأنه لحظة تدوينهم على الورق تسجنهم حروف كلماتي فيختفون عن الوجود

عموما ، كنت في سنوات مضت عندما أتخيل زيارتي للطبيبة النفسية أول سؤال كنت قد جهزته لها ، كيف لي أن أثق بك واحكي لك ، شعور مريع أن يعيش الانسان بين وسط من الناس لا يرتاح معهم في كل مرة تحادثهم ووساويس الثقة تنهش دماغك ...

بالاضافة يا طبيبتي لا أحب أن أتداوى بالأدوية أريد أن تعملي لي جلسات علاجية دون تدخل دوائي أريد منك أن تكون منصتة جيدة لي وأن تكوني مهتمة لما أقول وأنت توميئين برأسك لي وعيناك تتسعان وتضيقان مع حديثي ومرات تعضين على شفتاك ثم تعتدلين في جلستك وعيناك لم تبتعد عن عيناي وعندما تخذلني الكلمات مرات وأنزل رأسي نبقى صامتين فترة نتأمل هدوء الغرفة ثم تنطقين بكلمة واحدة فقط كانت قد اختصرت الضوضاء التي كانت تنهش برأسي ولن أقول لك أن تفهميني دون أن أتكلم لأني أصبحت مدركة أنه لا يوجد مثل هذا الشخص الذي يفهمنا من دون النطق بحرف واحد في أيام مضت كنت أبحث عنه


ثم أرجوك أرجوك لا تستصغيري وتتجاهلي حزني بعد تحدثي معك لأن هذا سيقتلني ...


إلى الأخصائية النفسية التي زرتها في تاريخ لا أتذكره من عام 2022 , سررت بمقابلتك ذات يوم،

كانت أول مرة لي ، أجلس و أتكلم فيها عن نفسي... وأول مرة أسمع فيها ما أشعر به ، شعور الاعتراف و ادراك بما تشعر لا يوصف، وأنت تتكلم تخرج الحقائق وتتكشف أمامك ، فتدرك أنك كنت تعيش آلامل دون معرفة حقائقها

لكنكِ كنت احدى خيباتي ولم تكوني الأخيرة

لا أعرف كيف تعلمتِ أن تطلقي أحكاما على أناس لأول مرة تقابلونهم ، كقولك "" اكيد تعيشين فترة مراهقة الفتيات وقصص الحب ..." لا يا عزيزتي من قال لك ان كل فتاة لا بد أن تعيش مراهقه مثل عادة الفتيات اللواتي بعمرهن ثم لما تطلقين أحكاما دون سماعي مشكلتي ....

هناك فتيات نضجن في طفولتهن و قبل وصولهن لسن المراهقة الذي تتحدثون عليه بسنين كثيرة .


والتعليق بقولك هذا " أنت تمرين بما مررنا به، جميعنا جُرحنا وخُدعنا و تعرضنا للخيانة من صديقاتنا ووو..... "

سخيف حقا ما كنت تقولينه ، وما زلت تطلقين احكامك وانا لم أتكلم بعد ،فالكلمات المبعثرة التي أحاول ترتيبها أجمعها بصعوبة واحدة من هنا والأخرى من هناك حتى تتفلت هذه وتختفي تلك ..... كيف أن تصيغي مشكلتي أو ما أشعر به وأنا نفسي لم أستطع أن أضبط شيئا داخلي .... ليس ضرورة أن نكون قد جُرحنا أو خُدعنا ليس شرطا أن تكون هذه الآلام التي نعيشها بسبب شخص..... قد يكون السبب هو نحن ....

ثم ان الجلسة كانت لك بامتياز فقد تحدثتي فيها أكثر مما تحدثت أنا .... فقد كنتِ متحدثة جيدة وانا كنت مستمعة جيدة ....


(في يوم من أيام فيفري عام 2023)


إلى الدكتور النفسي

ماذا عساي أكتب لك وأنا كنت أُعتبر احدى أرقامك التجارية التي سجلتها في دفترك لا غير ...سامحك الله ..

وقتها حين زرتك لم أكن أشعر بشيء كنت قد وصلت للذروة وفي أي لحظة أفقد ما بقي من عقلي لكن بعد زيارتي كنت سأفقد حياتي كلها ، كنت أود يدا تُشيلني من العتمة ولم اهتم إلى أين ستأخذني بعدها حتى وان كان إلى ما هو أسوء من العتمة .. والضياع.... لم يكن ما حدث لي بشر مطلق بل كان فيه من علامات الخير ما أنا التمسه الآن ولم أكن أدركه لحظتها .... لن ألومك لأنك لا تعرف كيف تعمل عملك أو أنك غير مهتم ان كنت مقصرا أو لا أو كنت طبيبا سيئا رغم سنك الكبير لذا كان كان علي أن ألتمس خبرتك الكبيرة أيضا .


(23 فيفري 2023)


إلى الطبيبة التي ذهبت لها بعد الآثار الكارثية التي خلفتها زيارتي للدكتور المهمل


أشكرك على حسن استقبالك و لم أكن اتوقع ردة فعلك عندما علمتِ أنني زرت عيادة طبيب نفسي .... وكأنني قمت بجرم كنتِ جريئة جدا حينما طعت في ظهر زميلك واستحقرت عمل الأطباء النفسانيين عامة .... كونكِ أعلمُ بحقيقة الطب النفسي في بلدنا والمستوى الدنيئ للتدريس في جامعاتنا تعلمين لهفتهم وراء المال أكثر من اهتمامهم بالمريض نفسه وأنا كنت أكبر دليل أمامك وكما يقولون" صاحب البيت أدرى بعيالوا" فكنتِ أنت أدرى .... بالمستنقع الذي يخوض فيه زملاؤك الأطباء

أتخيل الآن كيف كنت تضحكين علي وعلى تفكيري الجريء والأهم على ما أوصلني لكل هذا كنت تضحكين على ألمي وأنت لم تذوقي قطرة منه أدرك الآن ببساطة أنك حتى لم تعيشي يوما حالة اكتئاب في حياتك فكيف ستفهمين كيف ستشعرين ...





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هِدايَة | Hedaya

تدوينات ذات صلة