(فشربوا منه إلا قليلا منهم ) ..كانت النجاة للقلة الذين اتبعوا نور الحق فما تاهوا ولا ضلوا ووصلوا بقلب راض صبور وكانوا هم الفائزين
حابة أكتب هالمرة عن موضوع في غاية الخطورة والأهمية، ورغم عدم حبي للكتابة بالعاميّة لكنني اضطررت لكتابة مقال بسيط بلهجتنا العادية حتى تكون كلماتي قريبة أكثر وكأنما وصلتكم وجها لوجه.
قبل أي شيء حدا سأل نفسه متى آخر مرة جلست مع نفسي وحاسبتها على كل كبير وصغير من الفعل والقول ؟ ، وهل كانت احصائياتي لأخطائي فعلا دقيقة وصادقة وما تغاضيت عن خطأ ولا خطأين ظنّا مني انهم عادي مش بهالأهمية ، ما تجاوبوني جاوبو أنفسكم وحاسبوها الآن قبل الغد .
" سماء الليل البهيم ملأة بالنجوم ، لكن هناك نجم ما في الأفق البعيد بهيّ الطلعة ،، ضياءه أخّاذ يأخذ بلبّك للأقاصي هناك ،، ومن بين كل تلك النجوم كان هو النجم الوحيد الذي نثر نوره فوصل ! "
احنا بالفعل مثل هي النجوم ، لكن كم نجم منا يا ترى لمع كلمعان صاحبنا النجم الجميل هذا ؟ وكان النجم الي تفرّد بالبهاء واختلف عن البقية ؟
تعالو سوا نبحر في تأمل آية في كتاب ربنا هي في غاية العظمة والعبرة فيها بمثقال جبال من ذهب صدقا والله أيها القراء ،،
قال تعالى في سورة البقرة : " فشربوا منه إلّا قليلا منهم "
"فشربوا" .. هذا الفعل الي نهاهم ربنا عنه
"إلّا" .... وركزولي هون منيح وشوفو جمال الاستثناء كيف ظهر جليّ للقلب !
" قليلا منهم " ... الي بدي مني ومنكم نكون منهم ..
نكون منهم لما نشوف الحق ونتبعه ولما نشوف الباطل نجتنبه.
لما تعرف الحق من الباطل وتثبت على الحق ما في أي قوة في الدنيا تجبرك تتخذ من الباطل سبيل تتبعه ، واحنا أكيد عارفين انه الغش باطل ، هو وسيلة هرب من إطار المسؤولية والانحراف بسلاسة تحت شياك الصعاب لحتى توصل للمبتغى بدون لسع الشوك ومجابهة عواصف المسير ومحاذاة قدميك الحافيتين للهيب رمال صحراء الحياة أو مسح عرق تعب طويل ،،
انت اختصرت على نفسك كثير بس ما تعلمت كيف تعيش صح ! وبكرا عند أول منحدر حاد مفاجئ بتوقع ، أكيد رح توقع لأنك ما بتعرف تسوق بين الجبال ..
صدقوني أنا ما ببالغ ، تذكرو دائما انه الذنب الي استهنت بقدره أول مرة رح تكون هناك فرصة تتهاون معه بموقف ما في المستقبل أتيحت إلك فيه خيارات وأحدها وأسهلها هو هذا الذنب وهيهات هيهات من يُسمِع قلبك أن هذا الذنب ورم خبيث لم تحس به .. لكن حتما ستظهر الأعراض يوما بعد انقضاء أجل الندم ، ولأنك أيها القارئ مريت بهي الطريق وعرفتها فسهل تمر فيها مرة ثانية ، خاصة لو ما تأثرت بقدر بشاعة الذنب ، لو راجعت نفسك انت شخص جميل الشمائل لكن حذاري أن ترجع مرة أخرى لنفس الطريق،، واسلك سبيل ربك ، سبيل الهدى ، سبيل النجاة والفلاح .
لما أغش مرة ومرتين وثلاث وتصير كل إنجازاتي غش وكل نجاحاتي غش ،رح تبهت قيمة الأشياء العظيمة هي بنظري وما احس بطعم الحياة من حولي ،، صدقوني الغش خلق ذميم ، بجرك وبجرك للهاوية أول بأول لحتى تسقط في مصيدة خداع النفس ، نعم انت هيك بتكون خدعت نفسك والمحصلة صفر ،، ما في علم بخزنة المعرفة بعقلي
ولذّة النجاح بالغش تركتني وظليت أعاني تأنيب الضمير وأيام وشهور جمّة ذهبت وأنا شارد مذهول أبحث عن نجاح تلو نجاح بضغطة زر او مكالمة صديق او او او ... وايش بالنسبة لمستقبلي ؟؟!!!
أترك الجواب لكم .
لا تنسو إنه الطبع الي شغل مساحة من قلبي وتفكيري مثل السرطان رح يستفحل في كل مكان حتى أنسى مبادئ كانت حياتي قائمة عليها 💗
أتمنى للجميع اختبارات هيّنة وأوقات مباركة ،، عسى الله أن يغفر للجميع،، لا تيأس، ولكن لا تعود لنفس الطريق ، العلم جميل وثمن إسقاط ثقله في أدمغتنا وثمرته في حياتنا غالٍ .
كتبتها لكم من قلبي وأُهديها لقلوبكم .. أختكم هبة الله .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات