كيفَ أربي ابني تربية دينية سليمة؟ ويكون صاحب رسالة واضحة وسامية وعقيدة راسخة
لم أكتب في هذا المقال عن جدول في التربية الدينية، ولا عن عدد السور القصيرة التي يجب على الطفل حفظها في سن معين، ولا عن كيفية تعليم الصلاة، ولا عن العمر المناسب لبدء الطفل بالصيام.. بل سأكتب عن زرع القيم الدينية، وتثبيت العقيدة في قلوب الأطفال منذ الصغر، هذه القيم التي ستجعل الطفل ذو رسالة، صاحبَ عقيدة راسخة، وثوابت دينية لا تتزعزع..
أصبحنا في وقتِ نحتاج أن نذكّر الكبار بأمور ديننا وثوابته، أصبحنا نحتاج أن نعيدَ الحديث في بديهيات الإسلام، أصبحنا الآن في وقت نقنعُ المسلمين بالإسلام وانشغلنا بهم عن دعوة غيرِ المسلمين.. فعلّموا وربّوا أبناءكم بمتانة دينية وقواعدَ أصيلة، حتى لا يكبُروا من دونِ بوصلة، كلّ رياحٍ تهبُّ تغيّرُ من مسارهم.. كيف؟ خطواتٌ بسيطةٌ هِي، ولكن!
قبلَ أن تعلّموهم أركان الإيمان والإسلام..
علّموا أبناءكم أن اللهَ واحدٌ أحد، فردٌ صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن لهُ كفواً أحد.. علّموهم هذا وفقهوهم إياه، لكي لا تكونَ مجرّد كلماتٍ يرددونها، ليَعوها ويفقهوها، ليستوعبوا هذه الكلمات ويتشربوها..
قبلَ أن تعلّموهم الصلاة..
ازرعوا في قلوبهم الخوفَ من الله، والخوفَ من العبثِ بأحكامِ دينه، أن يرجو رحمة الله.. أن يعلموا أن الله أرحمُ بالناس من كلِّ الناس فلا يتجرأ على التطاول على رحمةِ الله، ولا يوزّعها حسب أهوائه.. وأن يعلم بان كلَّ كلمةٍ يتلفّظُ بها ستكتبُ في ميزانه، فيخشى الله في حروفه وهمساته..
قبلَ أن تحفّظوهم القرآن..
خلِّقوهم بخلق القرآن، واجعلوا أفعالهم قرآنية، ترتبط بآيات الله.. علموهم أن المرجع الأول هو كتاب الله وليست رغباتهم، وأنّ الله أحكم الحاكمين، فاتبعوا حكمه.. علموهم كيف يستقيمون كما يريد الله، ليس كما يريدون هم..
قبلَ أن تعلموهم كلَّ ما سبق..
اختاروا شريكاً لحياتكم بمعناها الحرفيّ لا المجازيّ، شريكاً سيصبح والداً أو والدةً لأبناءكم، اختاروا من سيكون قدوةًَ صالحةً لهم..
قبلَ أن تختاروا شريكَ الحياة..
أصلحوا أنفسَكم، واغرسوا في حياتكم كلَّ ما تريدونهُ في أبناءكم.. تريدُ ابناً باراً بوالديه؟ بِرَّ والديك.. تريدُ ابنةً تتحلّى بأخلاقِ القرآن؟ تحلّى بها أنتَ أولاً.. تريدين ابناً يحضُر اللهُ في قلبه؟ استشعري حضورَ اللهِ في قلبك.. تريدين ابنةً تعلمُ أصولَ دينها ومكانتها فيه؟ تعلّميها واحفريها على جدارِ قلبك..
أما بعد،
ازرعوا في قلبِ أبناءكم الإيمان والعقيدة السليمة، فنحنُ مقبلونَ على قادمٍ لا يعلمُ مصائبهُ إلا الله، فاجعلوا الأساساتِ متينة حتى يكونَ البناءُ سليماً ثابتاً قوياً لا يتزعزع..
والأساساتُ تبدءُ من هنا، من قلبِ كلٍّ منا.. فهكذا هم الأبناء، لا يطبقونَ ما يُؤمرونَ به، بل ما يرونه..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
ما شاء الله عنك .. كلام من ذهب
ربنا يفتحها عليك وينفع فيك امة الاسلام والمسلمين
فتح الله عليك وزادك علما