قد يكون الدواء حرف اشتملت عليه رائحة المسك ، وأسنده صدق المحبة يمنة ، ويسرة صدق البحث عن الشفاء


قد يكون الدواء كلمة أضفت على القلب رائحة المسك، وأسندها صدق المحبة يمنة، ويسرة صدق البحث عن الشفاء..






(فإمّا ترينّ من البشر أحدا فقولي إنّي نذرتُ للرحمن صوما فلن أكلّم اليوم إنسيا ) سورة مريم



سيدتنا مريم ظلّت صابرة صامدة رغم ما أصابها من حزن، لكم أحب هذه الآية وأشعر دوما عند تلاوتي لها بطمأنينة في القلب، وكأنّ هناك همسا ما مصرّا على الخروج منه ليصافح حزني بلمسة أمل قائلا: " اصبري ".




إليك عبق هذه الكلمات وإلى قلبي حفاوة فراشات السهرات ♥️


إليك أزاهير هذا البستان.. وإلى قلبي فرح انتشائك بها..




أما بعد ..




بينما كنت أقلّب صفحات كتاب "زنزانة" لشيخنا فكّ الله أسره "سلمان العودة "، اشرأبّ فؤادي إلى جملة عظيمة: "نعم أتغير" .. كان بجانبها رسمة لشرنقة جميلة، وبجانبها فراشة أخّاذة، أخذت أقرأ ما كتب تحت تلك الجملة، فوجدت نفسي بين ثنايا الكلمات .. أناديني بصوت مبحوح له صدًى حزين ..

كان مفاد النص: أنّ التغيير ممكن، وأنّ الصبر مطية الطريق إلى نهاية الكهف وبداية هبوب أريج نور النجاة.




الصبر .. عُدّة الأقوياء، ومفتاح مسيرة النصر لأولئك الحالمين الذين نهضوا للتوّ إلى حقول الحياة ليحصدوا الثمار؛ مخلّفين على صفحات قلوبهم قصص تعثرهم بالشوك.


كم خانتنا تلك الكلمات المرصّعة بالحكمة فلم تزيّن شفاهنا حينما كنا ننصح صديقا عزيزا مقدِما على حربٍ ضروس مع نفسه، أو مع أعاصير الحياة ..


وكم خانتنا ملامحنا المليئة بأخاديد تلك التجربة القاسية التي مررنا بها ، وكبرنا بها ومعها لتظهر سافرة عن عمق الحرب التي خاضتها هذه الروح القاطنة فينا؛ فلم نفلح في منح الدواء لصديق عزيز .. ولا في دفن همّ أصابه حينما اصطدم بحقيقة وجعنا ومرارته !..


نحتاج أن نخضع أنفسنا لمعانِ التوازن الحقيقية العميقة؛ التي لا يهترئ بها القلب من فرط محاولات اغتيال الحياة لنا بنبالها، كم سيكون عظيما أن نسقِط التوازن على تلك التجارب التي عشناها وعايشتها حروفنا وأقلامنا وكل ما يحيط بنا ..

وإنّه لفنّ جميل، أن نمنح الدواء المناسب للآخرين دون كشف الضماد عن فجوة جعلت من القلب بيتاً لها تهزّ نياطه كلّما هبّت إليه ريح ..


ربما نحتاج أن نعرف كيف نكون أقوياء دون الحاجة إلى لفت القلوب إلى وقع الحروف على الورق، وصدى بكاء الأحلام البعيدة في القلب ..

وأن نمنح الدواء بخفّة طبيب يوازن بين خطورة الموقف وأمل الشفاء، نحتاج أن نتعلم كيف نمنح الدواء دون كشف ماهية وكنه صنعه.



أ . ق . ح


#أفلاك_التوازن








همسات قلب

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كتاباتك جميلة للتفكُر

إقرأ المزيد من تدوينات همسات قلب

تدوينات ذات صلة