لا تميلي بقلبك لسلبيات المجتمع التي زيّنها الشيطان والهوى واحفظيه بدرع نور الوحي وإسألي الله الثبات







قبل أن نضع النقاط على الحروف


كثيرا ما نسمع تلك العبارات التي تقولها إحداهن ترميما لتقصيرها في حق الله وفي حق نفسها : " كثيرا من الفتيات اللائي يرتدين الحجاب والجلباب الطويل يفعلن من الأفاعيل ما يفعلن " .. ( ويقصدن بذلك هجوما على طائفة من الفتيات اللائي يرتدين الحجاب ولم يمنعها حجابها من ستر قلبها عن ألوان من المعاصي فعافانا الله ) .. لا أنكر وجود طائفة من معشر الفتيات اللائي يفعلن ذلك ، ولكن دعونا نسقط هذا الكلام على واقع الفتاة التي تتحجج به ليكون درعا يقيها من اللوم .. وقبل ذلك لا تتعجبوا إن قلت لكم أنّ طائفة ممّن يرتدين الحجاب بصورته التي نراها اليوم ( من تلك الخصل الخارجة عن خط الحجاب أو لنقل أعلى الشعر الذي يغطي نصف الرأس، وصورة الحجاب المبهرجة بشتّى أصناف التقبيح لصورة الحجاب المثلى ،مثل إظهار جزء جميل لافت من العنق أو الأذن لإظهار جمال ذلك العقد الذي يحاوط عنقها أو ذلك القرط الهابط عنقودا من أذنيها لتبروز الجمال لابن آدم على صورة فاتنة ) تتحجج بنفس الحجة لتقي نفسها الأمّارة بالسوء ومحاولات الشيطان من درع الايمان الماثل في صورة فتاة مسلمة ترتدي حجابها بالصورة التي ترضي الله، لا تلك التي ترضي الشيطان ، صدقوني ولا أكذب البتّة أن منهنّ من يعتقدنَ أنّ الحجاب مجرد غطاء فُرض عليهن من قِبل العائلة والمجتمع أو من قبل أحدهما !! .. فوضعته بصورة هشّة شكلا وايمانا فتكاد تقبعه أي ريح فتنة تهبّ إلى القلب .. ومنهنّ من ارتدته بحب منذ الطفولة واجتازت معه رحلة طويلة من العمر .. لكنها انجرفت مع من انجرفت مع تيّار المعصية في دوامة الفتنة في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها إسلامنا ، فنسأل الله الثبات .




التطبيع مع مجريات سلبية حولنا هو ماهية وسر التدهور القلبي



يكاد قلبي ينفطر وانا أرى كل تلك الحشود الوافدة إلى محطة التطبيع مع هيئة الحجاب الهشّة المنتشرة الآن ، فكيف لا ينفطر قلب ذلك الأب المربي ،وذلك الأخ الحنون المحب لأخته ، لكن ربما حقا بات زمننا هشّا جدا ،فنجد الكثير ممّن عُميت عيون الحق في قلوبهم ! ؛ ذلك أنّ ضباب الفتنة قد انتشر في كل مكان ! ، فكما قال أحدهم :

كلما اشتدت ريح الفتنة كلما بات جناح النجاة مهيضا .. فيقع من يقع في بركان الذنوب


والهشاشة تلك قد بدأت تستفحل بالانتشار في قلوبٍ جمّة .. فأنّى لنا النجاة إن لم نرجع كما كنا !




لا ينفصل ايمان القلب عن عمل الجوارح



لكل فتاة تتحجج بتلك الحجة الواهية التي ذكرتها سابقا ، لك أن تصوري أن محاميا يدافع عن قضية زوجة تطالب بحقها في الطلاق لأنّ زوجها يضربها بعنف .. وهو يمارس العنف على زوجته !!

أليس ذلك هو النفاق بعينه أو الجنون بعينه إن صح التعبير ؟!


وأنتِ بحجتك تلك تثبتين نفس فعل ذلك المحامي .. أنّى للمحامي ان يقول الصدق بقلب صادق وهو في المقابل يفعل النقيض لقوله .. ومثل حاله أنتِ .. أنّى للحجاب أن يحميكِ إن لم تحميه بقلبك وروحك فتضعينه تاجا تسترين به كل شعرك وكل مفاتنك لتحفظي قلبك ونفسك وقلوب الآخرين!



هاكِ قلبي وعسل النصيحة




سأكتفِ بما قلت أعلاه ، فأنا أردت فقط أن أضيء تلك العتمة التي لا ترَينها من شدة ظلام المجتمع حولك ،، عزيزتي .. أختي .. حبيبتي .. عليك بما يمليه علينا كتاب الله .. فهو النجاة من كل معركة .. وما كانت تلك الصورة التي خلّفها حجابك الهشّ على هيئتك .. سوى غنيمة الشيطان من معركة خضتِها بأوهن السيوف ضد الشيطان، ورماح ألاعيبه التي اخترقت قلبك وأردته في مقتل .. وقد حان وقت نهوض قلبك من هزيمة تلك الحرب .. ستستمر الحروب لكن إياكِ ان تستسلمي واحفظي قلبك بدرع نور القرآن فهو النجاة لكل حائر ومكروب وتائه .

لست إلا أمَة مقصّرة في حق الله لكنني مثلكنّ كما أحب الجمال أحب العفة فلنسأل الله الثبات على الحق دوما .


والسلام على من اتبع الهدى 💜

هبة محاشي

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هبة محاشي

تدوينات ذات صلة