الوقت أبكـاك.. فكيف للذكرى أن تتشبثّ عنـوةً في زحـام عقل متعب...

أحادثُكَ الآن، و الوقتُ يعُـدُّ لحظاتـهِ الأخيرة، يتلاقـطُ أنفاسَـه المتعبـةَ، من الحنين إلى ما مضـى، الوقـتُ يُبكيـك، وتتناثـرُ دموعـي على وسـادةِ خيباتهـا، الشّـوقُ اللّعيـنُ ينهـشُ داخلي، حان الآن وقـتُ الاستسـلامِ لحـربِ القـدر، وإعلانهـا حرّيـة، من المشاعـرِ، الحنيـن، ومنـك...


أمّـا بعـد..

أُعاتبُـكَ يـا صاحـبَ الوعـدِ، عتـابٌ كَلِيـلٌ، أسفـي عليك، ومعـهُ على نفسي، جـازَ فُؤادُك أن يجـودَ بقلـبٍ أطافـكَ بمـا يملك، منحـكَ ما يفوقُ وسعـهُ، وما كـان لهُ إلّا أن يُلاقيَ كَلْمًـا أرداهُ ضريـحَ السّخـاءِ بمشاعـره..

وأيضًـا، أسفـي على قلبـي ذاك، ضحيّـةُ التعلّـقِ والوعـودِ، أنتَ يا صـاحبَ الوعـدِ، الكـاذب، يؤسفنـي نعتُـكَ بذلك، لكنّـك غـدوتَ كسـربِ طيـرٍ يلـوحُ بعيـدًا في سمـاءِ الوهـم، لم تكترثْ بمَـن أضنـاه حبّك الزائـف..

أصارحُـكَ، بأنّـنـي أنزلتُك مكانـةً في حجراتِ قلبي، ولا أُخفي عليك سـرًّا، بأنّـك لم تعـد الأوْلـى، لم يعد قلبي يحمل في طيّاته مشاعره الخالية، نعم، ما زلتُ أرى فيك الحبَّ الأزليَّ البريءَ، لكنه، بات حطـامًا، يرتعـشُ بردًا، باحثًـا عن مأوى يصدُّ مخـاوف الروح، يحتضن بدفءٍ رعشة القلب الحزين، هذا ما نلتُـهُ من اعتيادي عليك...

أخبرتني ذات يوم، أنّنـي سأعتاد على ما ترغمني به الحياة، أنّنـي سأواجـه عقابهـا لي بهـدوء لا مثيل له، وإن بان الأمـر صعبُ التّخطـي، سأتخطـاه كأنّـه شيئًـا لم يكن، صدقت قولًا، ترانـي الآن أقابـل متـاعب الحياة بهـدوء يجعلك موقنًـا أنّني ما آسيتُ يومًـا كَلْمًـا، وما يُخفـى عنك، عاصفـة نيـران التـأوّه تلتهـم كلّ ما بي، دون رحمـة، وكـأنّ الأيام تقتـصّ بثـأر أمٍّ لابنهـا، وحيدهـا...


وأخيـرًا..

باتت الروح تألـف رحيلك، وتُناظـرك بعيـنِ عجوزٍ سئمـت أن ترتجيَ بقـاءً بعدمـا هُجِرَتْ أعوامًـا وأجثمـت بالدعـاء ليـالٍ جمّـة، فمـا كان للتفاصيـلِ بعد ذلك مصيـرٌ إلّا أن تسطّـرَ نفسهـا في صفـوفِ الذّكـريات، التي تشبثت عنـوةً في زحـام العقل المتعب، والمُضـيّ نحـوَ السّـلام، لا شيء سـواه...

Eman Alzenat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Eman Alzenat

تدوينات ذات صلة