كلمات عتاب من مجهول لشخص يعني للعالم الكثير، يعني الكون لكل ملحد والسلام لكل مسلم ..
قُم يا بن الحبيبين، قُم فلم نعهدك هكذا، قُم فنحن لسنا إلا في أول المسير ولن نصل آخره بدونك.
أتسمح لي بأن أعاتبك؟ أن أقول لك بأنك أناني بتصرفك هكذا؟ سمحت لشعور سيء أن ينتابك ويسيطر عليك وأردت أن تتخلص منه ولكن لم تأبه لقلوبنا نحن لفراقك.
أتسمح لي؟ أن أطبطب على كتفيك وأخبرك بأن كل شيء سيصبح على ما يرام؟ أن أذكرك بأنك لست وحدك؟
أنت لا تعرفني ولكني أرى في عينيك والدك وفي حروفك أمك، أنت ما تبقى لنا منهما لذا أرجوك لا نريد خسرانك، أريد أن أقول لك بأن لا شيء في هذه الحياة التافهة يستحق أن تنهي حياتك لأجله، لا شيء يستحق أن تخسر نفسك لأجله.
لا أعرف حياتك الشخصية، لا أعرف الأسباب التي دفعتك للتفكير بهذا المنظور، ولكني أتيقن بأن حزنك يُحزننا بل يكسرنا، فلسطين لن تتحرر بدونك، فلسطين ستتحرر بسيف قلمك وعقلك..بنبض قلبك.
أيمكن أن الشخص الذي يعطينا الأمل أن يكون هش هكذا؟ آسفة إن كانت لهجتي حادة ولكن العتاب من المحبة أليس كذلك؟ وأنت لست وحيداً، قُل مرة أنك حزين وستجد المئات بجانبك.
لا توجد أسباب مقنعة حتى تقرر الرحيل، وما هي الأسباب؟ شعور سيء أردت التخلص منه؟ أبواب الدنيا تُقفل باب وراء الآخر أمامك؟ فقدانك من تحب؟ .. والقائمة تطول.
الحياة خليط من هذا وذاك، لا تُسمى حياة إن كانت السعادة تُجنى بسهولة، وليست حياة إن كان الحزن أغلب لحظاتها، الحياة لحظات عديدة، حزن..فرح..سعادة..رضا..نقص..الخ، لا يجب أن نقف عند أول انكسار ونستسلم، أنت تعرف كلامي جيداً وتفهمه، ولا تنتظر مني ولا من أي شخص آخر أن يخبرك به، وأتوقع أنك اعلم مني وأفهم مما اعلمه أنا وأفهمه، ما دفعني لكتابة هذا هو شعور القهر والحزن الذي احتل قلبي.
أنت مُلهمنا في الحياة، مصدر قوتنا، رؤيتنا في هذا الكون، كيف لك أن تظن بأنك لست عظيم الشأن بيننا؟ كيف لك أن تفكر بهذا بتلك البساطة؟
الحياة عتبات، انتبه أن تتعثر فيقع معك جيل بأكمله.
نحن معك، أنت معنا، أطلب منك أن تكون بخير وأدعو الله بذلك، إن لم يكن لأجلك فلأجل من يحبونك.
وهذا ليس الوداع يا تميم.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات