هو أيضا الهدوء نفسه الذي يأتي بعدها ، ذاك الهدوء الذي يحمل في وجهه تقاسيم عاصفة قادمة أخرى !

ما يتغير هو شيء واحد .


أساسي في كل قفزات الذات ، ومحوري في هفات الحلم النادرة تلك !

ما يتغير ببساطة ، هو وعيك أنت بقدوم العاصفة ، وذاك هو الفرق الفخم ، بين شخص ناجح وآخر فاشل . ودعنا لا نكن ساذجين بظننا أن هدوءنا هذا ووعينا بكونه عابرا وظرفيا ، سيغير من شدة أو قوة العاصفة ، كلا !


العاصفة .


هذا الوعي هو نظارة فقط ، إن لم يتماشى ما تراه عيناك مع ردات فعل أطراف جسدك المتمثلة في تفادى العقبات وتبين الأخطار ، لن يشكل وضوح ما تراه أي فرق يذكر .

إن العاصفة كما تعلم ليست سوى مجازا لعشوائية الحياة وتقلبها ، لتلك المواقف التي تضع غالبا السكين في فخذ ما تريده ، واضعة بينك وبين الهدوء التالي أميالا يبدوا قطعها برجلك المعطوب شبه مستحيل ، ولا شيء مستحيل طبعا ( سوى جزء آخر من مسلسل صراع العروش ) .


الهدوء والعاصفة .


قد يكون الهدوء علاقة عاطفية في مستهلها ، ووعيك بأن العلاقات تنتهي وأن لا شيء دائم هو الفرق بينك وبين ضحايا تشبيهات القمر، فتكون نهاية هذه العلاقة هدوءا آخر بدل عاصفة لا تعود منها كما كنت بتاتا ، ولكي لا أناقض نفسي ، أنا لا أقول كما تعلم أن هذا الهدوء هو عاصفة أليفة ، بل وللتوضيح ، ليس هذا الهدوء سوى عبارة عن أشواط إضافية من الهدوء الأول ، والعاصفة هي ثابت من الثوابت العديدة في الحياة ، شيء لا ينتهي منك سوى عند موتك .

قد يكون أيضا الهدوء ورقة امتحان تعكس في مرايا ذاكرتك كل الإجابات الصحيحة ، قد تتحمس دون أي اعتبار لكونك ربما تسرعت في الحكم على الأشياء ، أنت لا تعي في تلك اللحظة أن هناك إجابات مخادعة أو لا تستحضر حقيقة كونك فتى لا فتاة ( لأننا كما نعلم ، الفتيات يحصلن دوما على نقاط عالية من الأساتذة لمجرد كونهن فتيات )أمزح ! طبعا أمزح .. ، فيخلق لاوعيك السابق بهذا عاصفة يوم إعطاء العلامات .


الخلاصة .


إن ما أريد أن أصل إليه أخيرا عزيزي القارئ في هذه التدوينة ، يأتي كالتالي :

قبل كل شيء يأتي الوعي ، وأساس كل شيء قيم في الحياة الفردية أو الجماعية هو الوعي أيضا ، الإدراك الواضح بالسبب والنتيجة ، بالأفعال وردات أفعالها ، إن كل ما حدث وكل ما سيحدث من الآن فصاعدا في حياتك يتحدد بصحوتك ، والأخيرة لا تحتاج مجهودا جبارا ، كونك تنتمي الى نوع واع في الأصل ! وهذا تعريفك بالمناسبة (كائن واع) ، أنت ببساطة تحتاج أن تكون نفسك .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عبد البارئ العمراني

تدوينات ذات صلة