لا أشاء حقا أن أعكر عليك مزاجك ، أن أذكرك بأشياء لا يقوى عقلك ذو الطابق الواحد (وكلنا كذلك ) على أن يجد لها مكانا إضافيا ..
فسحة صغيرة لكائن أكبر وأضخم من مجمعنا السكني المتواضع ، الموت !
نعم يا صديقي ، ولأتجرأ أكثر فأقول لك ، أنت حقا لن تستوعب قط هذه الكلمة حق الاستيعاب ، وهذه حقيقة علمية " البشر دوما ما يرون الموت كمأساة تصيب الأشخاص الآخرين " ، ثم وإذ نحن مغيبون في الغفلة نلعب
حجرة ورقة مع الحياة ، تفاجؤنا هي بما لم نتوقعها مخبأة إياه رغم أن الأمر بديهي ، نهاية عالمنا الفردي ، الموت .طبعا لا تستطيع أن تفهم شيئا لم يصبك أنت قط ،
وأيضا لا تستطيع أن تصدق ، بأن كل بكائك ، فرحك وشغفك ، خيباتك رجاتك انتكاساتك وتألقك ! كل هذا سيمحى ، وستبقى ذكراك في رؤوس الآخرين عالقة لبضع سنوات ربما ، تماما كما تعلق في رؤوسنا جدارية ما ، تشقق في حائط ، أو علبة زبادي فارغة ملقاة بجانب الرصيف ..
فقط سطح ، أشياء سطحية لا تمثلك بكل تعقيداتك .أ
نت لا تعرف سوى الحياة ! وربما ليس جيداً كما تظن أنك تفعل وهذا موضوع آخر ..
على عكس النمط الخاطئ ، لا يجدر بفكرة الموت حقا أن تترك باب عقلك مفتوح لأفكار الاستسلام والكآبة ..
أنت فعلا ستموت ، وهنا يكمن الزخم ، لا تحديثات جديدة في مسألة الوجود ، لا أحد سيموت ثم سيعود بعدها بنسخة أجدد وأفضل ، نحن لا نملك سوى حياة واحدة ، فرصة واحدة ، لنفعل لا شيء أو كل شيء ، أن نجرب أشياء جديدة ، وأن نجعل الأمرة عادة ، عادة الحياة !
ما أريد أن أشرحه لك ، رغم كوني أنا لا أفهمه كاملا لكني أحاول ، أنك لا تحتاج أن تتعرق حد الإغماء في شيء أرتك المسلسلات والأفلام أنه نمودج الحياة الناجحة ، قد تسعدك رسمه ، قد يصنع مغزاك اليومي جلوس خفيف تحت شجرة ، علينا في هذا الوقت ، الذي تشكلنا فيه التكنولوجيا بشكل انفجاري ، أن نقف وقتا طويلا مع الذات ، حتى نفهمها جيدا ، ثم بعدها وبعدها فقط ، بعد أن نتذكر أحلام الطفولة الحقيقية عندما لم نعلم شيئا عن أحلام الكبار وما يجدر بها أن تكون عليه ، سنستطيع أن نرفع الستارة عن عالمنا الخاص ، ونصنع به وفيه ومنه ، مجدنا الشخصي .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات