العنقاء التي تخرج من رمادها عنقاءا ، كاسرة كل الاحتمالات وصانعة المعجزة ، معجزة البعث .

أحب أن أسمي هذه العملية الشاقة والمرهقة بالقيامة الشخصية ، يوم ميلاد يستحق أن تحتفل به حقا بعد سنة منه ، لأنك وعلى عكس المرة الأولى ، أنت وليدك وحدك ، دون أي تدخل خارجي ، إضافة إلا أنك وليد واع .

بعد التسعة أشهر التي تخرج فيها الى العالم قطعة لحم لا حول لها ولا قوة ، يبدأ العد مجددا نحو الوعي التام والكامل ، وقليلون هم من يدركون أن ولادة جديدة تتوق لهم ، وأن الألم بالنسبة للعظماء واحة في صحراء الراحة ، أننا نكتمل به ونحتاجه كجسر فاصل بين الجبان فينا وبين العظيم القادم .

ثم لأول مرة .

تعي أن العيب لم يكن في البشرية حقا ، لم يكونوا بشعين كما رأيت ، تلك لم تكن سوى خدوش في زجاج نظارة ، سقطت بها وعليها مرارا وتكرارا لكنك امتنعت عن استبدالها او ازالتها ، لأنك كنت مقتنعا اقتناعا راديكاليا، أنك نصف لامكتمل بدونها.

النظارة !

مفهوم فلسفي بقدر ما هي ضرورة ملحة لضعيفي النظر ، قد تكون سقوطا لم تتوقعه ، خيانة من أعز أصدقائك ، موت أحدهم إلخ .. وأحيانا قد يكون غياب النظارة بحد ذاته نظارة ، وكلنا جربنا نظارة جد أو جدة ، وعشنا دورا ملاه مجاني بعدها ، آخ .

السبب آلفا .

إن السبب آلفا في قطيع الأسباب التي تواصل طرح أحلامنا أرضا ، وتنهش لحمها راسمة لنا مشهدا مستقبليا لما سيحدث لأحلامنا إن تجرأنا على تصديقها مجددا ، هو أننا نتظاهر بأن أوجهنا فرامل ! كلما ضغط الواقع عليها أكثر نخفف من سرعة ما نريد إلا أن نقف رغما عنا ونرفع راية الاستسلام ، والسبب هو سماحنا له بقيادتنا . الواقع ذاك الوغد الجبان المتنمر ، الذي كان يواصل اسقاط قبعتك من رأسك في المدرسة ، ويكتب شتائم فضيعة على خزانتك ، يشتم في القسم ، ثم يشير إليك عندما يستدير المعلم .والحل الأخير والأول في وجه كل المتنمرين (إن فاتتك الفرصة في تطبيقه على متنمر مدرستك) هو أن نقف لهم ببساطة ! لأن شجاعتهم تتوسع دوما على حساب مساحة صمتنا وخنوعنا .

أخيرا .

إن لإيمانك بنفسك دورا جبارا ، في إخراج تلك الصورة التي تريد أن تكون عليها من مخيلتك إلى أرض الواقع .



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عبد البارئ العمراني

تدوينات ذات صلة