قدرهم ألمهم فرفقا بنا وبهم رفع الله عنا وعنكم وعنهم💔

في ليلة ما؛ أذكر جيدا أني لم أكن بخير، لم أكن بخير أبدا، قامت قيامة مشاعري فوق الحد الذي لم أتحمله وحدي،

جلست أكبر على نفسي وأصلي على سيد الرسل ولكن لم تكن لدي القدرة على تحمل ما بي وعلمت جيدا أني أحتاج إلى دعم نفسي خارجي بل تيقنت أن الأمر لن يمر هكذا، وعلى غير عادتي رحت أبحث عن أحد ممن يمكنه مساعدتي أو يمكنني طلبه،

أذكر حينها رغم صعوبة الأمر والطلب؛ أني طرقت اثنى عشر بابا افتراضيا ولم أطرق من لم يكن موجودا، أذكر أنه لم يتفرغ بعضهم والبعض الآخر لم يرد، حتى أني بحثت اشغل نفسي بالكتابة ولم أستطع أن أكمل فأشغل نفسي بمحادثة آخرين لا يستطيعون تقديم المساعدة ولم أستطع أن أكمل،

بيد أن الوقت كعادته يمر حتى لو كان أحلك المواقف، هكذا سلو الحياة، ولكن الشاهد هنا أننا لا ندري عن الآخرين شيئا، وأني كنت أتمنى في حين حاجتي وشدتي أن أجد من أستطيع الطلب منه، وأن أجد من لا يردني في طلبي، أنا آيضا لا أدري عن الآخرين ماهم فيه وأعذرهم، ولكني أتمنى من الله أن لا يحتاجني أحد ولا يجدني أو أرده، أنا أدري جيدا ماذا تفعل اضطرابات المشاعر في الحدية والرغبة في فعل ما يسكنها أيا كانت كينونة الشيء، ووالله إني لأتمنى أن يرفع الله عن أصحاب الحدية ماهم فيه جميعا لثقله وشدة وطأته على الروح، وعبثه في النفس، إن ذوي الحدية أموات أحياء، وحدتهم هاويتهم ونجاتهم، اجتماعيتهم هاويتهم أيضا ونجاتهم، عذابهم أنفسهم، وخروجهم ويلهم، قريبهم بعيد، وبعيدهم قريب، كلامهم خزيهم، وصمتهم يأسهم،

ودهم عارهم، وبغضهم أذاهم، لا عزاء لهم، في الدنيا، إنما عزائهم أخراهم، حبهم نارهم، ونارهم كرههم، مذبذبين، بين ذلك، ليسو هذا ولا ذاك، هم لا يدرون عن أنفسهم، المشكلة أنهم لا يدرون، هم لا يدرون ما ينفعهم، لأن كل شيء يضرهم، هم يعيشون على هوى اضطرابهم، يجيء ويذهب كيفما شاء، ليس عليهم سوى التسليم، هم يعلمون جيدا أن المرض لا يبرر السلوك، وهذا بالطبع أذى التحمل فوق أذى الخواء والتقلب، كيف للإنسان أن يتحمل كل هذا؟


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أنثى راحلة

تدوينات ذات صلة