عن غسان , الرجل الذي قتل لان قلمه كان يشكل خطر على اسرائيل , لازال حي فينا
لماذا غسان ؟
في المدرسة ، سألتنا المعلمة كيف نقضى أوقات فراغنا؟ كانت إجابات الطالبات تتمحور حول مشاهدة التلفاز والدراسة،عندما أتى دوري أجبت دون أن أعي "أقرأ" كنت أريد أن أكون مختلفة عنهن ، عندما عدت إلى المنزل ظللت أفكر بإجابتي ، كيف أجبت أني أقرأ وأنا لم أقرأ أكثر من كتبي المدرسية ؟ قررت بأن علي أن أقرأ فعلاً ، بحثت في الإنترنت عن كتب وروايات لأبدأ رحلتي ،كان عليّ أن أختار رواية مميزة وبعد بحث مطول اهتديت إلى رواية "عائد إلى حيفا"وبذلك بدأت القراءة مع غسان وأحببت القراءة بفضله كنت أنهي واجباتي الدراسية سريعاً لأكتشف رواية جديدة له ،ذهبت بعد فترة من اكتشافي لغسان إلى المدرسة مقررة مشاركة زميلاتي كاتبي المفضل ،وصُدمت حين علمت بأنهن يفضلن كتاب آخرين ! وبعد عدة مجادلات لأيام طويلة قررت بأن ليس من المهم أن أقنعهن بغسان المهم أن أستمتع بكلامه وحدي.في اليوم الذي ذهبت به إلى المكتبة ، اطلعت على عناوين المؤلفات التي تحمل اسمه ،هذا قرأته وهذا أيضًا نعم .. ما هذا ؟ هل قرأت كل ما كتبه ؟ كيف ؟ سألت صاحب المكتبة وأخبرني بأن غسان لم يستطع أن يؤلف سوى هذه المجموعة عدت إلى المنزل خالية الوفاض، حزينة بحثت بالإنترنت عن غسان و مؤلفاته بشكل أكبر علّي أجد رواية أو قصة غابت عن صاحب المكتبة ولكن كان على حق لم يؤلف سوى هذه المجموعة. سهرت طوال الليل أفكر بمئات الأسماء لروايات كان من الممكن أن يكتبها ، القصص التي كان سيكتبها عن أمهات أمثال أم سعد . أخذني غسان بكل حرف كتبه إلى فلسطين ،يافا ، صفد إلى الثوار والأطفال والدالية والمخيمات , كتب غسان بلغة تجعل طفل العاشرة وشيخ السبعين أن يحسوا بالإحساس ذاته ،الحزن ذاته ،الانتصارت الصغيرة ذاتها كتب لحبه بالكتابة دون أن يحاول إثبات قدراته ليقال أوه أنظروا ما أعمق هذا الكاتب ! لا غسان أبسط وأقوى من ذلك بكثير. خيبة الرواية الأولى ..كما قلت عائد إلى حيفا كانت روايتي الأولى لغسان و الصفعة الأولى التي تلقيتها منه أيضاً ، توقعت نهاية مثل الأفلام .. أسرة سعيدة مجتمعة على طاولة الطعام برغم كل الذي حدث ، ولكن غسان , غسان لم يستطع أن يكتب كما يهوى القارئ كان حامل القضية على ظهره ولو أنه أنهاها كما تمنيت كان كمن خان قضيته .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
جميل المقال شجعتيني اقرأ له
أنا أيضا أحب كتابات غسان