شاخ البيت وهرم بعد رحيل أمي ..نسى من أكون ..ونسى تلك الطفلة التي كانت تلعب وتبكي
بيتنا الذي لا يعرفني ..
بيتنا الذي قد هدمني وانقضت فيه جدراني ..
وحياتي التي قد رسمت ذكرياتها على جدرانه ..محاها ومحى حياتي كلها
والطيف الذي لازمني فيه قد أعلن رحيلة ..وشروق شمس كانت هناك ..غابت وظل غيابها ..
والوجهة الأولى لصلاتي ..والدعاء الذي صدعت فيه أسقفه ..أصبحت كمن عن دينه تنحى ..
لا ليل أسعف بكائي ولا قمر أنصت لي ..ولا نجم لسمائي لاح ولمع
رحلت بركة البيت ..من كنا جلوس حولها ..
غابت وتبدل كل شيء ..
غابت عن بيتها أولًا ..
والبيت يصرخ نداء لها ..قد جاء قدر الله ولا رجعة لقضاء الله وأقداره
صمتًا بيتنا ..طفلة الأمس كبرت كثيرًا على البكاء خلف جدرانك ..
لن تسمع حسها ولن تجد ريحها ..
رحيل ذكرياتها جرّ رحيلها
ورحيل أمي بالتأكيد أشد من رحيلي عليك
لنعش غرباء لا تعرفني ولا أستأنس بك
وكل ما محيته فداء لأيامي ولأمي
أتمنى ألا تبكي ولا أبكي ..
أعرفك جيدًا مهما أنكرتني
وإن كنت لا تعرفني ..أنا أعرفك
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات