ينافسك دومًا في قضاء أمورك وعيش أيامك، يراك ولا تراه، يعيش معك، يُفَكِر عنك، ينفعل بدلًا منك أحيانًا!


مشهد 1

يُطرَق الباب بشدة؛ ترتجف وتشعر بعدم التحكم في عضلات جسدك وأعصابك، لطالما كنت تخاف من الصوت العالي لطرق الباب. أنت تعتقد أنك دفنت الماضي في مدافن العائلة لكن ها هو الآن يخدعك وأنت لا تشعر.. وإلا لِم تخاف؟! قد يكون الطارق هو أخاك ونسي مفتاحه، قد يكون الطارق هو المندوب الذي اتصل بك هاتفيًا قبل خمس دقائق وأخبرك أنه اقترب من بيتك، لا شيء يدعو للهلع ولكن.. ترى من سيفتح الباب الآن؟ أنت أم ماضيك الخائف؟


مشهد 2

تفتح الباب الآن أنت وماضيك وتتسلما الطرد المطلوب كما هو وتغلقا الباب. يبدو هذا البرواز أنيقًا جدًا، صورتك مع أصدقائك بداخله توحي بالأمل والحياة، إنها نفس الصورة المطبوعة لكم على ورق رديئ مُعلق فوق السرير ولكن الآن أصبحت الصورة بالبرواز أجمل وأولى بالتعليق من تلك الصورة الورقية القديمة. تدخل أمك تتأمل الصورة داخل البرواز الجديد فتنزع القديمة من على الحائط، تُمزقها وتلقي بها في السلة، فتصرخ وتبكي على الورقة الممزقة .. لطالما كنت تغضب من قص أحدهم قديمًا لبعض الأشخاص المجاورين لك في الصور، لطالما كنت تشعر وأنت صغير بأن غالبية صورك بلا معنى وبلا روح وبلا أشخاص، فقط صورًا مقصوصة تضحك فيها على لا شيء. ترى من يبكي الآن عن الصورة الممزقة؟

أنت أم ماضيك الضائع؟


مشهد 3

تهدئ نفسك وتأخذ ماضيك لتتناولا الغداء فالأكل هو المتعة الكبرى لديك التي تشغلك عن العالم وتُفرِغ رأسك المتعب. ولكن رائحة الملفوف تلك تدمر أعصابك، لطالما كنت تنتظره من أرق يدٍ عرفتها، هذا الملفوف الذي كانت تفوح رائحته على بعد أمتار، فقط لأنه صُنع بحب.. ترى من يأكل الآن؟

أنت أم ماضيك الجائع؟


هكذا هو الماضي يا صديقي

ينافسك دومًا في قضاء أمورك وعيش أيامك

يراك ولا تراه

يعيش معك

يُفَكِر عنك

ينفعل بدلًا منك أحيانًا!

يزورك كل يوم بوجهٍ ماكرٍ ليُخبرك أنه ما زال على قيد حياتك.


Rawan_Adel

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Rawan_Adel

تدوينات ذات صلة