ليه بنلاقي فجأة حد باعتلنا رسالة مفهاش أي وجه إفادة ومفيش أي دليل على صحة محتواها؟ لكنه باعتها فعلًا لعشر أشخاص زي ما اتقاله بالظبط.

ليه في أغلب مناقشات السوشيال ميديا على البوستات، بنلاقي أن أغلب التعليقات يشبهوا لأول تعليق بشكل كبير جدًا، يادوب بس أول فكرة نقد اتكتبت، واتعاد صياغتها في آلاف التعليقات بعد كدة من ناس مختلفين!


ليه لو رايح تاكل ولقيت قدامك مطعمين بيقدموا نفس الخدمة بنفس الجودة ونفس الأسعار وكان فيهم واحد فاضي وواحد مليان، على الأغلب هتدخل المليان! وهتحكم على المطعم من عدد الناس اللي فيه، اللي أنت أصلًا متعرفش ميولهم ولا ذوقهم ولا تفضيلاتهم، ولا هم كمان يعرفوا، هم دخلوا لنفس السبب بتاعك.


طيب هل سمعت قبل كدة عن:

(سلوك القطيع)


هو دة بقى بالظبط السبب في التصرفات دي والسلوكيات المشابهة ليها، من السير الأعمى ورا كلام الناس، رغبات الناس، حتى أماكن تواجد الناس، بصرف النظر عن آرائنا إحنا وحياتنا إحنا ومصلحتنا إحنا.

(سلوك القطيع) مصطلح كان مقصود بيه في البداية سلوك الحيوانات داخل السرب أو القطيع لكنه بعد كدة أصبح شامل لسلوك الإنسان داخل المجتمعات المختلفة.


عالم الأحياء هاملتون صاحب مقالة (هندسة القطيع الأناني)

اتكلم في المقالة دي عن أن انتماء الفرد للجماعة أو كما أسميها أنا (اختباء الفرد داخل الجماعة) والسير على نفس نهج الجماعة والقيام بنفس سلوكيات أفراد الجماعة، ما هو إلا شعور أناني بالخوف والسعي للإحساس بالأمان وتحقيق المنافع الشخصية البحتة!

يعني ببساطة الفرد مضطر فعلًا يكون وسط جماعة تحميه من الجماعات الأخرى اللي مش هترحمه وهو لوحده، وعلى مر العصور البشر قدروا يمارسوا سلوك القطيع باحترافية تفوق الحيوانات، واللي زاد بقى في جماعات البشر أن اللي بيحط القواعد العامة لكل جماعة هم الأشخاص الأكثر تأثيرًا في الجماعة أو ذوي المراكز "الاجتماعية" العليا، وبيقلدهم بعد كدة تلقائيًا باقي الناس الأقل مركز وتأثير بشكل واعي أو لا واعي عشان يضمنوا الأمان والحماية وفي الآخر نلاقي سلوك واحد بيعمله أغلب الناس وفِكر واحد بيتّبعه أغلب الناس.

طيب ولو ماقلدوش؟ لو مامشوش ورا الجماعة إيه اللي يحصل؟

ميبقوش من القطيع! يخسروا الأمان والدعم اللي بيوفرهولهم القطيع للحماية من القطعان الأخرى، ومش بس كدة، لأ دة كمان القطيع هيهاجمهم..


طب ليه هو بالعافية؟ آه بالعافية.. لأنهم المفروض يكونوا تابعين للقطيع بالوراثة لأن أهلهم بالفعل ضمن القطيع أو هم القطيع نفسه.

تخيل بقى كم واحد اتحسبت عليه حياة هو معاشهاش أصلًا عشان الناس كانت عايزاه يعيش حياة تانية وهو استسلم.

تخيل كم إنسان في العالم مكمل في حاجات مش مناسباه نهائي عشان بس كلام الناس.

تخيل كم إنسان مش مهتم نهائي بسلوك القطيع ولا خايف منه لكنه مضطر برضه يكمل حياة مش عارف يعيشها، لأن أقرب الناس ليه ينتموا للقطيع أو هم القطيع.


تخيل كم واحد عمل فيها فدائي وداس على كل مشاعره وقرر يخرج من القطيع وتَحَمَل ألم الحياة لوحده واتحرم من أمان القطيع ودفء القطيع، لكن القطيع برضه بيطارده ومش سايبه في حاله!!

تخيل كل دة بس عشان من البداية رفض يرسلها لعشرة أشخاص، ودخل المطعم الفاضي.


Rawan_Adel

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مبسوطة أني قدرت أفيد حد❤

إقرأ المزيد من تدوينات Rawan_Adel

تدوينات ذات صلة