لذلك لم تعد لنا حكاية مع الحلم.. لأننا صدقنا إبتسامة كاذبة و إتخذنا صورة واحدة على أنها حياة كاملة.

التراكمات جعلت منا أشخاصا غاضبين، غاضبين على أبسط الأشياء، فقط لأننا رأينا تلك الحياة الجميلة التي على وسائل التواصل الإجتماعي فإعتقدنا أننا لن نستطيع أبدا أن نكون سعداء، لأننا لن نملك المال لشراء سعادتنا و لتحقيق أحلامنا.

ما هو الحلم اليوم؟

أغلبنا صار يحلم بأن يعيش تلك الحياة التي يشهادها على التيكتوك و الإنستغرام و غيرها من وسائل التواصل الإجتماعي، واقعين في فخ هؤلاء المؤثرين الذين يوهومنك بأن حياتهم مثالية و أنهم سعداء و هم في الحقيقة كالقوارير الفارغة، غلافهم جميل و داخلهم فارغ، لا يشعرون بالسعادة لكنهم يبتسمون على الدوام، لا يملكون أحلاما يسعون من أجلها لكنهم يبيعون الأحلام ببعض الكلمات، أو في الحقيقة يبيعون الأوهام.

بعضنا لم تعد تغريهم تلك المهن النبيلة التي كنا نحلم بها ونحن أطفال كأن نكون أطباء أو مدرسين أو طيارين. بعض الأحلام التي كبرت معنا صارت مع مرور الأيام تصغر و تصغر إلى أن تلاشت، فقط لأننا لم نعد نريد أن نسعى من أجل كرامتنا.

لذلك لم تعد لنا حكاية مع الحلم..

إذا ما هو الحلم اليوم؟ أن يكون لك أكثر من ألف متابع على التيكتوك، أن يتابع الناس تفاصيل حياتك على الإنستغرام، أن يتم إعادة نشر فيديوهاتك و صورك على الفايسبوك..

لكن أتعلم كيف يعيش هؤلاء المؤثرين؟ يعيشون مشتاقين لأنفسهم التي لم تعد ملكا لهم، و لأحلامهم التي لم يفصحوا عنها لباسطتها، يعيشون دون أن ينظروا للأشياء التي يحبونها لأنهم كانوا منشغلين في تصويرها و نشرها على وسائل التواصل الإجتماعي، فلا يعلمون كيف يتمتعون بما بين يديهم و لا كيف يحافظون عليه, أقصى الطموح عندهم هو نيل رضى الآخرين و إعجابهم، لكن بمجرد أن يخيم الليل على أضواء الشهرة، حتى يتحول ضجيج المعجبين إلى صراخ قلب مكبوت.

أما نحن الذين نستفيق على سعادتهم الكاذبة، نعيش في الشكوك لا نعلم إن كنا نستطيع أن نحظى بحياة كحياتهم. أبهرتنا ملابسهم، و أموالهم و أصدقائهم لدرجة أن نكره الحياة التي نعيشها دون أن ندرك أننا قد نكون سعداء أكثر منهم، نملك أهم ما لا يملكون و هي تلك المشاعر الحقيقة التي نستطيع أن نعبر عنها،

نعتقد أن الحياة التي نراها على وسائل التواصل الإجتماعي هي الحياة المثالية التي نحلم بها، هناك حيث تبدو أغلب الوجوه سعيدة و ناجحة، كلهم نجوم محبوبين و جميلين، يظهرون بأجمل الملابس و يذهبون إلى أفخم الماطعم و المقاهي، أخلاقهم عالية وطباعهم مرحة و سهلة، كلهم يتسابقوم لتقديم النصيحة و إدعاء المعرفة، يسافرون إلى أينما يريدون و يسكنون في أجمل الفنادق و أهمها. ولكن ما خفي كان أعظم فوراء تلك الستائر اللامعة نفس تعودت على الكذب و الخداع و إستسهلت الضحك و إن كان داخلها غارق في نهر الأحزان..

لذلك لا يجب أن نصدق كل ما نراه، لا يجب أن نؤمن بنجاحات لا نعلم ما خلفها و ما حقيقتها و ننسى كيف نسعى خلف أحلامنا فقط لأننا رأينا حياة مثالية على وسائل التوصل الإجتماعي فإعتقدنا أننا لن نستطيع الوصول إلى ما وصلوا إليه مهما حاولنا.

لا تقيد نفسك بحياة كاذبة و تيأس و لا تصدق كا ما تراه على وسائل التواصل الإجتماعي و تتردد، أنت تعيش حياة صادقة و هذا الأهم.



Oumayma Farhat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Oumayma Farhat

تدوينات ذات صلة