يمكن للوهم أن يسلبنا أحلاما و أماني ولكن هل من الممكن أن يسلبنا أعضاءنا ؟

وهم كوتار (متلازمة الجثمان السائر)


اليوم استيقظت وأنا أشعر بشئ غريب

أشعر بعدم إنتمائي لنفسي

فعندما نظرت في المرآة لم أستطع التعرف علي وجهي

فزعت ولكني علي غير العادة لم أسمع نبضات قلبي

تحسست صدري فلم أشعر بها

يا إلهي ,هل يعقل هذا؟؟

هل أنا ميت الآن

ولم الفزع,فأنا كنت أحيا كجثة

ما الفرق الآن ؟

لا لا علي الأقل كان لي وجودا ماديا وهذا ما كان يطمئن أمي

وإن كان قلبها مفطورا علي حالي ولكنها علي الأقل تستطيع لمسي

تناديني فتجدني

حسنا علي أن أجد حلا

وضعت رأسي تحت الماء و نظرت للمرآة مجددا

يا إلهي مازلت لا أعرف هذا الوجه

لقد بدأت يدي أيضا في التلاشي

أصبحت شخصا لا أعرفني بدون قلب وبيد واحدة

يا الله إن كان هذا حلما أرجوك أن توقظني

تيقنت أنه ليس حلما عندما صدمت رأسي بالحائط ولم أفق

ذهبت مهرولا لغرفتي وجدت نوتة مدون عليها اسمي

تفحصتها فوجدتني قد كتبت بتاريخ 28/4/2019

اليوم قد حطم قلبي وتناثرت اشلائه بالبحر

لقد مددت يدي محاولا إنقاذهم لكنهم خذلوني

ولكن هذا كان تعبيرا مجازيا كيف له أن يتحول واقعا

هل يعقل أن يعاقبني قلبي فيتناثر بالبحر ويختفي من جسدي

هل يعقل أن تعاقبني يدي علي خذلانهم فتختفي

صرت أقلب الصفحات بيد واحدة حتي وجدت صفحة بتاريخ أول أمس مدون بها

اليوم ذهبت لطبيب نفسي بعد إلحاح أمي

لقد أخبرت أمي الطبيب اني أحيا كجثة هامدة

وتحدث لي نوبات تجعلني أتوهم إختفاء أعضائي

اخبرنا الطبيب أن مروري بحالة من الإكتئاب الشديد

أصابني بمتلازمة وهم كوتار

حسنا الآن أيقنت أنني لم أمت

ولكني أيضا لست حيا...


(متلازمة وهم كوتار، متلازمة كوتار، أو متلازمة الجثة المتحركة أو متلازمة الجثمان السائر (بالإنجليزية: Cotard delusion) هي اضطراب نفسي نادر يتوهم المصاب به بأنه ميِّت (مجازيًّا أو حرفيًّا)، غير موجود، متعفن أو فقد دماءه أو أعضاءه الداخلية. وفي حالات نادرة يتوهم المصاب بالخلود. تحدث متلازمة الجثمان السائر عادةً للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أخرى مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب، وفي بعض الأحيان جرّاء صدمات نفسية أو إصابات جسدية كحوادث السير وغيرها.





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

وبعد اكثر من 3 سنين اخيرا عرفت إن فيني متلازمة كوتار .. تجيني حالات اكون فيها متيقن اني ميت .. بس جميله ذي المتلازمه تخليني أفقد شعوري بتواجد البشر.. *

إقرأ المزيد من تدوينات عمر الشربيني

تدوينات ذات صلة