قصة: أم سالم الأرملة العجوز المسكينة والرجل الصالح

في خُروجه من عمله ، يمُرُّ حسن على "ام سالم" الأرملة وهي تجلس على قارعة الطريق تطلب العون من الناس بعد ان فقدت سندها ومُعيلها وتدهورت حالتها المعيشية هي واطفالها الأربعة، كان يُعطيها مبالغاً من المال كل يوم وفي الأعياد والمناسبات ولكن اليوم في عودته من نفس الطريق لم يجد "ام سالم"

فسأل أصحاب المحلات القريبة من المكان فأخبروه ان هناك مجموعة من الناس قالوا لها: انتِ مجرد "شحاتة" كاذبة تدّعي موت زوجها لتجمع ثروةً من استعطاف قلوب أهل الخير من أمثالنا!

فما تمالكت نفسها ولملمت كرامتها من الأرض ودموعها على وجنتيها لا تُفارقها.

هل أصبح الترمُل مذلة؟! أليس هذا قدر الله!

أليس الغنى والفقر من الله؟!

رغم فقرها لم تعترض على أمر ربها وصبرتْ وحاولتْ ولكن لا سبيل لها ولا وسيلة.


فلما سمع حسن هذا الكلام غلى رأسهُ من الغضب ودمعتْ عيناه من الحزن فلا يُحب أن يكون بلا فائدة وان لا يستطيع مساعدة غيره فما الخير الذي هو فيه إلا من عند الله.


عاد إلى منزلهِ مهموماً يُفكر في دربٍ يسلكهُ ليساعد هؤلاء المساكين في مدينته على الأقل ، لم ينم الليل بطوله وهو يفكر فلم تخطر على باله فكرةٌ يجد بها ضالته

فما سمع غير المؤذن وهو يقول:((الله اكبر...الله اكبر))

فقام فصلى الفجر ودعا الله ان يعينه على ما ينوي فعله

فلما فرغ من الصلاة قال: جمعيةٌ خيرية!

هذا ما احتاجه حقاً

فلم ينتظر حتى اتصل بإخوانه وأقربائه وجمع منهم موافقتهم ومشاركتهم معه فيما يفعل


...

عاد حسن إلى ام سالم بعد ان بحث عن بيتها فقام بتسجيلها وتكفلتْ الجمعية برعايتها وتأهيلها لتستطيع ان تدخل سوق العمل الحر وتكسب قوت يومها بكل كرامة وإحسان وهنا شاهد الشُكر والإمتنان لله الكريم المنان.

وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

...

"الأرامل والمطلقات واسر السجناء وكُل الفقراء والمتعففين ...لهم حقٌ علينا"



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد ناظم || كاتب محتوى

تدوينات ذات صلة