مشهد روائي يثير الفضول حول ماهية الصبر مع الجد خطر

لم تكُن الزراعة تستهويه ولكن الجد "خطر" مُغرمٌ بالزراعة لذا بطريقةٍ غير مباشرة أصبح صاحبنا مُزارعاً عن طيب خاطر -أو خوفاً من خطر-


خطر: الزراعة يا حسن ضرورةٌ عليك تعلمها فهي أكثر من مهنة مملة تجني منها المال…إنها درسٌ بليغ لذا هيا بنا خُذ هذه الأدوات واذهب إلى الأرض وازرع إن استطعت!!


لم يكُن حسن يعي تماماً ما يفرضهُ عليه جده ولكنه يشعر بالتحدي وازداد حماسهُ كثيراً…يُراقب الأرض عن قرب ويعاين التربة ليُدرك أنه لا يُمكن الزراعة بها وهي على هذه الحالة


أخذ يضرب في الأرض حتى خططها وأصبحت كأنها ورقةُ دفترٍ تنتظر من يكتب عليها حروفه…يُخرج بذور القمح التي أخذها من جده وبدأ يُسطرها في الخطوط التي حفرها ولكن هذا غير مجدٍ لذا قرر رميها بعشوائية ونثرها نثراً لُغطي المنطقة كُلها مرة واحدة ونجح هذا…


الآن انتهى من الزراعة ولكن القمح لم يُنبت بعد!!

عاد ليقابل جده وأخبرهُ انه انتهى من الزراعة

ليقول له الجد ضاحكاً: لقد بدأت الآن ولن تنتهي ابداً

فالزراعة يا فتى ليست بنثر البذور ولا بحرث الأرض ولا بالسقاية إنما هي بالصبر على نمو المحصول…

الصبر هو لعبةُ هذا الحقل…


تململ حسن يومها ولكن بعد مرور ثلاثة أيام أصبح مزاجهُ أفضل وتحسن نومه جداً…رُبما عالج الملل كثيراً من مشاكله

وبعد فترة قصيرة أصبح يُحب ما يقوم به…فخرج يرى الأرض يرقبها فإذا بها اخضّرت وأنبتتْ فـ حمد الله وقال:

نبتت الأرض بالقمح ولكن ما نبت في قلبي أعظم وما حصدتهُ في هذه الأيام القليلة لا يُقاس بالمال ولا بشيءٍ من الدنيا…



انتهى..والحمد لله




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد ناظم || كاتب محتوى

تدوينات ذات صلة