لماذا يهتم الناس بتحقيق الإنجازات؟ هذا ما ستعرفه في هذه التدوينة

هوَّس الِإنجاز


رُبما يُعجبك أن تكون مهووساً بالإنجاز وأن يكون لك إنجازاتٌ كبيرة على طول السنة وهذا يعني أنك ستكون رائعاًً!


شخصٌ متميز ولديه العديد من الإنجازات والآثار والمؤلفات والكثير والكثير مما تشتهيه الأنفس وتلذُّ الأسماع


ولكن ببساطة أحب أن أخبرك أن هذا الهوس ليس صحياً!

وليس شيءً يُفتخر به، على الرغم من أن صاحبهُ قد لا يُدرك أنه أصبح مهووساً

رُبما تَرى أن هذا هوّسٌ محمود وأنه لا بأس به

ولكن يا حبيبي القارئ الأمر مُختلف


الإنجاز غالباً يكون محصوراً في الأُمور المادية فقط وهذا ما يجعل الهوّس به مذموماً ومرضاً أكثر من كونه ميّزة

ويا حبيبي القارئ أنا هنا لا أطلب من أن تكون كسولاً أو فاشلاً أو لا تُنجز شيءً

لا يا حبيبي


أنا أريد أن أقول لك: لا يجب أن تكون قد حصلت على تلك الشهادة لتكون رائعاً أو تحتفل بإنجازك نهاية الأسبوع

أعلم، هذه شهوةٌ بشرية لا تُقاوم ولكن لا يجب علينا أن نجعل شهواتنا تتحكم بنا وبحياتنا


لذا فالموضوع الأساسيّ هو ما الذي تُريد إنجازه؟!


هل تُريد أن تكون رائد أعمالٍ على سبيل المثال؟

أم كاتباً لامعاً له عشراتُ المؤلفات المنشورة؟

أم تُريد أن تكون محبوباً ولك شعبيةٌ كبيرة؟


مهما كان ما تُريده فأنت غالباً تريد أن تكون شخصً لهُ تأثيرٌ واضحٌ في المجتمع (وأقصد بواضح أي بصوتٍ عالٍ وأن يتكلم الناس عن إنجازات ومدى روعتك، وهذا الخطاب قد يكون مألوفاً بسبب انتشار خرافات التنمية البشرية)


وهذا كُلهُ يندرج تحت ما نستطيع تسميتهُ بـ "شهوة الظهور"

ويطول شرحها والخوض فيها لذا سنترك فهمها عليك يا حبيبي القارئ:)


المهم

هوسُ الإنجاز يُركزّ على الإنجازات المادية أو بصورة أُخرى أرني إنجازك!

وأرى الناس إنجازك

قد يبدو هذا ضرباً من ضروب الغرور والتكبر ولكن هو كذلك فعلاً

ولكن ليس هذا أسوأ ما فيه

فالأسوأ أنه يُعدم قيمة الإنجازات النفسية والشخصية التي لا يهتم أحدٌ من العامة بها

مثلاً

هل أنت مستقرٌّ نفسياً؟!

هل أنت سعيدٌ في حياتك؟! (وإجابةُ هذا السؤال تستوجب أن تذكر السبب ويجب أن يكون السبب غير مرتبطٍ بأي شيءٍ ماديٍّ ملموس)

هل تعيش حياةً عائليةً "صحيةً" على الأقل؟!

هل تخلّصت من مشاكلك النفسية التي تزورك بين الحين والحين؟!

هل لديك حياةٌ مع الله؟!

أم أن رضى الله خارج نطاق الإنجازات؟! (ولا يصِح أن تقول قرأت كذا جزءً من القرآن أو كتاباً من السنة أنا أسأل عن الحياة!)


وأخيراً

لا يجب أن تكون مهووساً بالإنجازات المادية الظاهرة وعليك مقاومة شهوة الظهور وما تستطيع أن تسميه إنجازا هو ما ينفعك في الدنيا ويُثقل موازينك في الآخرة…والسلام ختام.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد ناظم || كاتب محتوى

تدوينات ذات صلة