كم اصبحنا ارواح تائهه بسبب قسوتنا على أنفسنا بسبب معتقدات شائعة في بيئتنا المحيطة

كثير ما نجد انفسنا نقسو على انفسنا في منطلق عندما اجلد ذاتي اقوم بواجباتي بشكل أفضل ولا أسمح بالخطأ بأن يكون موجود عندي!

قد يكون الفعل هذا صحيح من ناحية أنه فعلا لا نخطيء أو نقوم بمسؤولياتنا على أكمل وجه!


لكن..


هل تكون سعيد بعد انجازك؟ هل تجد نفسك تتذكر المواقف السيئة التي مررت بها خلال طريقك وتلوم نفسك عليها؟

هل تصبح أكثر توترا وعزلة خوفا من الخطأ؟ هل تشعر بلذة الانجاز؟


جميع هذه الاسئلة ان كانت اجابتها بنعم; فعليك إذن أن تراجع نقدك لذاتك وتحاول معرفة من أين أتى النقد والحكم على ذاتي؟

كثير ما نجد أنفسنا قد تربينا على فكرة الكمال فعلاماتي المدرسية إن نقصت درجة واحدة فقط من حولنا يجد صعوبة في مدح الدرجات الموجودة بدلا من مدح الدرجة الناقصة! وبدلا من مدحي كطفل مهذب عند فعل شيء جيد أجد شدة توبيخي على خطأي الطفولي الذي لابد وأن يحصل!


عندها نصبح متوترين حتى عندما نكبر نبحث عن الكمال في منازلنا وأزواجنا وأبنائنا! فعند حضور الأم الى مجلس الأمهات تجد نفسها تقع في مقارنة ذاتية مع الأخرين، فطفلة فلانة مهذبة أكثر من أبنائي أو تتحدث بكلمات كبيرة أكثر من ابنتي فتذهب الأم وهي متوترة وتلوم نفسها وتقسو على نفسها في الكلام وفي انتقاد ذاتها انها ام غير جيدة! ويحب أن تصبح أم جيدة وتعمل أكثر في مصلحة أبنائها وتنسى نفسها وتعيش في عتاب ذاتي دائم..


ونجد ايضا الموظف عند العمل في وظيفة يشترك بها موظفين أخرين تصبح فكرة المقارنة بعض الأحيان هاجس لدينا فعلي أن أكون أفضل ويجب أن اصبح افضل من فلان فقد حاز على ترقية الشهر الماضي وانا مازلت مكاني لأني أحمق وأخطيء كثيرا أو لو أني حضرت الرحلة العملية معهم بدل أن أجاور أبي المريض كنت سأحصل على الترقية مثل هذا الموظف.. فيجب أن اضغط على نفسي أكثر في عملي وعند الوصول للهدف نجد أنه فقد لذة الوصول لأنه اصبح يجب عليه أن يعمل أكثر ليحصل على الأفضل من ذلك فالجميع اصبح افضل حالا من حاله..


وفي أخر مثال نجد ان تعبيري عن شعوري أو طلب أي شيء اريده يعني ضعف مني.. فعند البكاء على فلم حزين نجد نظرات من الضحك على هل حقا تبكي على فلم حزين وفي كل مره أقسو على نفسي في مشاهدة حزين وارفض هذا الشعور واوبخ نفسي لأني اشعر بالحزن حتى يصبح مع الوقت تعاطفي مع ذاتي أمر سيئ ويدل على الضعف..



كثيرة هي المعتقدات المتعلقة والتي توجههنا لنقد ذواتنا والحكم عليها بأنها ضعف أو أنها أنانية أو انني اذا تهاونت مع نفسي فهذا يدل على التراخي وعدم المهنية وتصبح عقدة الذنب المرافق الدائم لنا في هذه الحالة..


التعاطف مع النفس واجب اساسي للصحة النفسية فمن غير أن اتعاطف مع نفسي واعطيها الحب والامان فذلك لن يحصل من الأخرين.. فلهذا أحيانا كثيرة تصبح العزلة صديقتنا ومرافقتنا لأننا انعزلنا من أنفسنا فالانتقاد واللوم والحكم علينا أصبح قاسي جدا علينا ولا نريد الوجود مع أنفسنا او التعامل معها.. فنصبح ارواح تائهه تحاول أن تجد الأمان في الاخرين وتحاول ايجاد شيء مفقود لا تعرف ماهو.. لكن في الحقيقة هو فقط شعور مفقود وهو شعور الحب والتعاطف مع النفس..



Nada Jannadi

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Nada Jannadi

تدوينات ذات صلة