عن المشاعر وسلوكياتنا المصاحبة للمشاعر التي تجعل هذه المشاعر مرفوضة

من خلال تجربتي وتعلمي في علم النفس وممارستي للعلاج النفسي

أجد كثيرا من الناس واجد نفسي شخصيا قد وقعنا في كثير من المعتقدات الخاطئة عن المشاعر وخاصة من خلال البيئة التي نشأنا فيها

أنا هنا لست لألوم البيئة التي نشأنا فيها ولكن لزيادة الوعي عن المغالطات التي تحصل


فمن الامثلة التي تحصل لدينا في التعامل مع المشاعر كالغضب فهو شعور دائما مرفوض والا ما تحصل مواقف تجعلنا نشعر بالغضب وهو شعور صحيح واذهاننا تحمينا بالشعور بالغضب فهي تحاول ان تحمينا من الخطر الذي حولنا ونعتقد بأنها خاطئة بسبب السلوك المصاحب للغضب وليس للشعور ذاته..


كثير ما نجد انفسنا نرفض بعض المشاعر الطبيعية التي وجدنا عليها وهي جزء من كوننا بشر فعند التحدث عن المشاعر الحديث لا يكاد ينتهي.. لكن ما اريد ايصاله في هذه المقالة ان المعتقدات التي نشأنا عليها قد تجعل هذه المشاعر مكبوته وانها غير مرغوب بها لاننا وقعنا في فكرة انها مشاعر خاطئة وان الانسان الصحي لا يشعر الا بالمشاعر المرغوب بها كالفرح والسعادة والاستمتاع والرضا والحب.. في حين اننا نرفض المشاعر الاخرى التي هي ما يجب ان نشعر بها ايضا.. قمثلا لا يمكنني الشعور بالرضا والسعادة في حين وجود خبر وفاة شخص عزيز علي في تلك اللحظة فاحساس الرفض والحزن هو ما يسيطر في تلك اللحظة وهو شعور طبيعي ومطلوب حتى يمكن تجاوز هذا الحزن..


كل المشاعر مؤقتة فلا يمكننا العيش بشعور واحد دائما لكن ما هو مطلوب علينا فهمه من هذا المقال ان المشاعر كالغيرة مثلا هي مجرد شعور قد لا يدل على شيء سيء داخلي بقدر ماهو الرغبة الملحة في الوصول الى هدف ما قد وجدت شخصا وصل اليه.. لكن ما يصاحب هذا الشعور قد لا يكون مرغوب به مثل محاولة ايذاء هذا الشخص او القيام بتشويه سمعته او صورته امام الاخرين او امامه.. فعلينا ان ندرك ان هذا السلوك الذي يجب التعامل معه او ايقافه وليس الشعور نفسه.. فالمشاعر دائما مؤقتة وغير مؤذية اذا تعاملنا معها تعامل صحيح كأن احاول معرفة سر نجاح هذا الشخص حتى اصل لما وصل اليه..


ولكي نفهم أكثر مشاعرنا علينا ان نعرف ما نشعر به اولا فقد نشعر بمشاعر مختلطة لا نستطيع ادراكها او تسميتها لاختلاط المشاعر والمواقف علينا ونرى اننا نشعر بالغضب في حين ان ما نشعر به حقيقة هو الاحباط او الحزن ولاعتقادنا بأن هذه المشاعر قد تدل على الضعف نجد انفسنا نقع في الغضب.. فنجد اننا في خلال زحمة السير وخروج الموظفين من العمل نجد اننا نصاب بالغضب من السيارات العابرة او البطيئة او عند دخولها علينا في حين ان ما اصابنا بالغضب حقيقية هو قلقنا من التأخر عن موعد مهم.. وقد يرتبط هذا الشعور مع كل زحمة سير فنجد انفسنا نشعر بالغضب حتى مع زحمة السير في عطلة نهاية الاسبوع.. فالغضب ارتبط مع الحدث وتحفز لدينا للتعامل مع المواقف المقلقة..


فعند ادراك ما نشعر به حقيقة نستطيع تغيير سلوكياتنا اتجاهه.. والتعامل مع المشاعر بطريقة صحية فالمشاعر هي مجرد مشاعر وهي جزء بسيط من تكويننا البشري ولا تمثل شخصياتنا في معظم الوقت ولاينبغي ان نرتبط بها هذا الارتباط الشديد في جوانب حياتنا.. ولكن يجب الحذر من رفض الارتباط الشديد بهذه المشاعر فعندما نرفض شعور معين ونحاول كبته وعدم الشعور به نجد انه يلاحقنا كثيرا ولا نستطيع ايقافه فهنا من الاجدر بنا ان نشعر بهذا الشعور بمواجهته ومحاولة الاسترخاء معه..


وفي النهاية المشاعر هي جزء مننا لا يجب ان نتمسك بشعور واحد فقط فعلينا ان نشعر بها جميعا وهو اقرب للصحة لكن بالحذر من السلوكيات المرتبطة لهذا الشعور فلا اريد ان اشعر بالغضب وانا افقد اعصابي وادمر علاقاتي لاشعر بعدها بالذنب والعار من سلوكي لتختلط علي المشاعر ولكن اريد التعامل معه بطريقة صحية بالتحدث والتعبير عن استيائي لما حدث.. والابتعاد عن المغالطات التي نشأنا عليها كالشعور بالحزن شعور مرفوض ويجب ان تكون سعيد حتى في اسوأ حالاتك فهذا التعامل مع المشاعر قد يسبب لك تخبط في المشاعر ورفض بعض المشاعر مما يؤدي لرفض جميع المشاعر لانها جميعها تقع في جزء واحد من الدماغ وعند كبت نوع واحد من المشاعر تجد ان حتى شعور السعادة اصبح مرفوض لديك..


Nada Jannadi

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Nada Jannadi

تدوينات ذات صلة