كيف يكتبُ الإنسانُ حُزنهُ، وماذا يُلاقي ؟ وصفُنا للاشياء التي تتملكُنا وتترك طابِعها فينا، بعلامةٍ أو إشارةٍ أو شرخ يكون صعبًا مُعقدًا مُستنزِفًا،


أحيانًا تكونُ المشكلة أن الكلمات المكتوبةَ توضع في سياقٍ موازٍ لما هو حقًا فينا، فنجدها إذا خرجت لم تعد تشبهُنا، فنقع في حيرةِ "أيهم نحن؟" وتتهاطلُ علينا المواساة والنصائحُ إذما خطر لنا أن نطلب مُساعدةً أو عرضنا تلك الكلماتِ في منشورٍ أو حديثٍ مع عابرٍ أو أطلعنا الأصدقاء عليها.

فنجدُ من يخبرنا بأهمية الاستيقاظ باكرًا وأثرهِ على تغيير حياتنا للأفضل، بينما مشكلتنا حقًا هو اضطرابُ الأكل!

هذه الفجوة بين النصيحةِ والمشكلة وبين التعاطُف والحل يخلق مشكلةً أكبر فكأن مشكلةً واحدة جرت معها سلسة مشاكلٍ تتزايد في الحجم، فيخيّل للسائِل أنها تلتفُ حولهُ وتهّم لتخنقه فلا يدري أيّ همٍ يدُاري .


متقوقعونَ في الغرفِ وراء الشاشاتِ، يتعبونَ من الشاشاتِ فيتركونها، يحدقون في السقفِ، في الجدارِ، في السكون، منهم من يبدأ العدّ حتى ينسى أكبر رقمٍ تعلمهُ ومنهم من يستمرُ في التحديق لا يأبهُ وآخرهم الظانُ أن هنالك جبهةَ حربٍ تقبعُ على شفا بابِ غرفتهِ بالضبط فيأبى الخروج. لا نستطيعُ حقًا لومهم، هي الأشياء إذما عُولِجت تتفاقم وتصبحُ ورمًا لا يلبثُ ينتشرُ ويتكاثرُ .

يحاولُ مرةً، يبحث، لا يجد حلاً يرضيه، يظن أنه إذا أطلع أحدًا سيتفهمهُ، يكتب قِصته، ينشُرها، يقعُد متربصًا أي اهتمامٍ ذاك الذي سيحصد، سنفرضُ أنه نال اهتمامًا وأن قصتهُ تم تداولها، أنها أصبحت قضية رأيٍّ عامٍ أو أن عدد المشاركات والتعليقات تجاوز آخر رقمٍ وصل بالعدّ إليه.ماذا بعد ؟

من ذا الذي فعلاً سيتركُ عملهُ ومشاكلهُ وحياته ويجعل من مشكلةِ غيرهِ أولويّةً يسعى إليها ويحاول حلها بشكلٍ جاد لا مجرد نصٍ مع - هاشتاغٍ- ؟

لا ننكر أفضلية نشر القضايا في حلها أو أن سرعة الانتشار وكثرة العدد يُهيب أحيانًا المُخطئين، فمثلاً هنالك من يقول:"الي ما بخاف من ربنا، بخاف من فيديو على التويتر "، ورغم أن العبارةَ يلحقها تيارُ صمتٍ وموجةُ تأهبٍ وقشعريرةٌ وحُزن إلاّ أنا فيها شيئًا من الصحة .

لكن وبعد عدم إنكار كل ذاك، يجبُ ألاّ نوّلي أفضليتهُ على انكارنا لِمن قصر في أداء عملهِ، أو لمن نسي الله فداء رضا المجتمع، فهذا الذي يجب أن يُحاربَ لأنهُ ومع الوقت سوف يصبحُ ميزانُ العدلِ هو "التعاطُف المؤقت"!.


ليلى.
إقرأ المزيد من تدوينات ليلى.

تدوينات ذات صلة