التفكير التصميمي هو عملية تكرارية نسعى فيها لفهم المستخدم وتحدي الافتراضات وإعادة تحديد المشكلات.

التفكير التصميمي يعتبر منهجية قوية ومهمة للتعامل مع ولدعم ادارة التغيير وحل المشاكل والتخطيط الاستراتيجي بالاضافة لتطوير الخدمات الحالية والوصول لخدمات جديدة إبداعية وابتكارية.


التفكير التصميمي يدور حول اهتمام عميق بفهم الأشخاص الذين نصمم المنتجات أو الخدمات من أجلهم، ويساعدنا على مراقبة وتطوير التعاطف مع المستخدم المستهدف، ويساعد ايضا في عملية طرح الاسئلة التشكيكية في المشكلة والافتراضات والتداعيات. يعد التفكير التصميمي مفيدا للغاية في معالجة المشكلات غير المحددة أو غير المعروفة، من خلال إعادة صياغة المشكلة بطرق يكون مركزها الإنسان، وخلق العديد من الأفكار في جلسات العصف الذهني، واعتماد نهج عملي في النماذج الأولية والاختبار. ويتضمن أيضا التجريب المستمر (رسم النماذج وصنع النماذج الأولية والاختبار وتجربة المفاهيم والأفكار).


التفكير المبني على الحل


التفكير التصميمي يركز على الحل، ويأخذ الحاضر والمستقبل في عين الاعتبار ويفحص متغيرات المشكلة مع الحلول المطروحة. مثلا، قد يأتي متعامل إلى مؤسسة عقارية، بعد أن يكون قد رأى أحد المنازل التي بنتها تلك المؤسسة، وبعد أن يكون المتعامل قد اشترى قطعة الأرض، يمكن أن يطلب نفس المنزل الذي رآه. هنا، يكون الحل بالنسبة للمؤسسة هو نقطة البداية التي ستنطلق منها لتجسيد الحاجات لدى العميل ليضع حلولا جديدة ضمن نطاق ما يلزم المتعامل والموقع والقوانين وغيرها.


التفكير التصميمي والحلول الرائدة


على مدى العقود الأخيرة، أصبح من الأهمية تطوير وصقل المهارات التي تسمح لنا بفهم التغيرات السريعة في بيئتنا وسلوكنا. لقد أصبح العالم مترابطا ومعقدا بشكل كبير، يوفر التفكير التصميمي وسيلة للتعامل مع كل هذا التغيير بطريقة أكثر تركيزا على الإنسان . تستخدم فرق العمل التفكير التصميمي لمعالجة المشكلات غير المحددة أو غير المعروفة، حيث انه يعيد صياغة المشكلات بطرق تتمحور حول الإنسان، والتركيز على ما هو مهم بالنسبة للمستخدم. يوفر التفكير التصميمي وسيلة للتفكير خارج الصندوق. يساعد ايضا على إجراء البحوث المناسبة وإنشاء نماذج أولية واختبار المنتجات والخدمات للكشف عن طرق جديدة لتلبية احتياجات المستخدم. أصبحت عملية التفكير التصميمي شائعة بشكل متزايد على مدار العقود القليلة الماضية لأنها كانت مفتاح نجاح العديد من المنظمات العالمية البارزة - فقد قامت شركات مثل Google و Apple باستخدامها بشكل ملحوظ، ويتم تدريس هذا التفكير خارج الصندوق الآن في الجامعات الرائدة في جميع أنحاء العالم ويتم تشجيعه في جميع مستويات الأعمال .


يحسن التفكير التصميمي العالم من حولنا كل يوم بسبب قدرته على إنشاء حلول رائدة بطريقة مبتكرة. وهو أكثر من مجرد عملية لانه يفتح طرق جديدة للتفكير ويقدم مجموعة من الأساليب للمساعدة في تطبيق هذه الافكار الجديدة .


التفكير التصميمي نهج وعقلية


يتطلب التفكير التصميمي نوعا معينا من العقلية يكون فيها الانسان هو المحور، حتى يستفيد الأشخاص الذين يرغبون في الابتكار في أعمالهم من وخلق تجارب ومنتجات وخدمات أفضل لعملائهم. ولنستطيع التفكير بهذه العقلية يجب ان:


  • نتعلم من الفشل، هذه العقلية تدور حول القدرة على التعلم من الفشل واستخدام الفشل كأداة لتحسين الممارسة، يقول تيم براون " لا تفكر في الأمر على أنه فشل، فكر في الأمر على أنه تصميم تجارب تتعلم من خلالها"، اي بدلا من الخوف من الفشل، استغل كل فرصة لتجربة أخطائك وتنموها .


  • نصنع، التفكير في التصميم يتعلق بتجربة النماذج الأولية، اصنع فكرة حقيقية من أجل فهمها بشكل أفضل والتفكير في المشكلة من خلال النمذجة والاختبار سوف تكون قادرا على معرفة ما إذا كان المنتج أو الخدمة تقوم بما يجب القيام به، سواء كان نموذجا بسيطا من الورق المقوى أو نموذجا رقميا متطورا، فإن إنشاء نموذج أولي سيسمح لك بمشاركة فكرتك واكتساب ردود الفعل في وقت مبكر.


  • نثق باننا مبدعون، هذه العقلية تدور حول التعامل مع العالم بنظرة مبدعة، كل فرد منا يمتلك أفكارا خلاقة وقدرة على تحويل تلك الأفكار إلى حقيقة على ارض الواقع. تسمح الثقة للمصممين بان يثقو بافكارهم حول الحلول الحقيقية للمشاكل.


  • نتعاطف، التعاطف مهارة رائعة لفهم المتعاملين بشكل أفضل، حيث يساعد في حل المشكلات حسب منظور المتعاملين، ويكسب المصممين نظرة ثاقبة حول ما يقومون بتصميمه. ينبغي بناء منتج أو خدمة للمساعدة في تحسين حياة الآخرين وتجاربهم، لذلك فإن عدم إغفال وجهة نظر المستخدم ورؤيته للعالم هو مفتاح الحل .


  • نتفاءل، التفكير التصميمي يدعو للتفائل بطبيعته حتى نستطيع مواجهة التحديات اثناء التصميم، والتفاؤل هو احتضان الاحتمالات والايمان بوجود حل أفضل للمشكلة .


  • التكرار، يدور التفكير التصميمي حول التكرار وذلك للوصول إلى الحل الصحيح. تحتاج إلى تلقي تعليقات من المتعاملين في وقت مبكر وبشكل متكرر، وذلك لتحسين الحل باستمرار، بالتالي إنتاج أفكار أفضل والوصول بسرعة أكبر إلى الحل المناسب .


  • تحيز للعمل، تعني هذه العقلية أنك تركز على العمل أكثر من التفكير، فبدلا من الحديث عن فكرة، قم بتحولها إلى حقيقة.


  • التعاون، يؤمن المصممون المبدعون أن الأمر يتطلب الى مجموعة من الاشخاص من جميع الخلفيات والخبرات لفهم المشكلة وتطوير الحل.

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صالح الكردي

تدوينات ذات صلة