كيف أصبحنا ننظر لأنفسنا ونقارنها بالاخرين وبما لديهم من غير شعور حتى نصبح غير راضيين عن ماحولنا

أصبح العالم اليوم متعب ومأرق لنا، عند خلودنا للنوم نصطحب الأفكار معنا لسريرنا، نسهر بالتفكير بما يجب أن نكون وكيف نريد أن نصبح؟ نحاسب أنفسنا على كل ما فعلناه في يومنا، نلوم أنفسنا على أخطاء صغيرة لم يكن من الواجب علينا ان نحاول تغييرها..


أمسك هاتفي المحمول حتى لا استغرق في أفكاري كثيرا وانظر للساعة، تأخر الوقت ومضى وقت النوم. اذن دعني اتفقد تطبيقات التواصل الاجتماعي، أوه فلانة مجتمعة مع صديقاتها ولم تخبرني؟ ترى هل انا غير محبوبة لهذا الحد؟ وفلانة تبدو سعيدة بمنزلها الجديد. "كم أنا وحيدة!!"


ويمضي الليل في أرق الى ان ننام ونستيقظ في تعب ونحن في ضائقة من هذا العالم وخاصة من أنفسنا!


هذا ما نعيشه كل يوم من خلال نظرتنا لأنفسنا، أصبحنا متوترين لأننا نريد أمور ليست لدينا ولا نملكها ..

أصبحنا لا إراديا وبغير وعي نبحث عن ماهو مفقود فينا وليس ماهو موجود فينا.. لا ندري من أين أتت هذه الأفكار والسبب قد يكون بسبب تلقينا كثير من الأحداث اليومية من غير وعي.. فيرتبط لدينا مشاعر سلبية تجاه أنفسنا وما حولنا..


مثلا:

نتابع الكثير من الأمور في مواقع التواصل الاجتماعي وفي أغلب ظننا أننا لا نتأثر فنحن أقوى من أن يؤثر علينا عامل خارجي أو هذا ما نظنه! فأجد أني أتابع الكثير من المتحدثين في مجالي وعليهم قبول كثير وبشكل غير متوقع أصاب بالاحباط والتوتر من العمل في اي شيء يخص مجالي! فحولي أشخاص أفضل مني بكثير وبمراحل وعليهم إقبال أكثر مني! من أنا لأنافس هؤلاء جميعا!؟


واكثر مايظهر لدينا عند مقارتنا بأقراننا فلديهم العديد من الامتيازات التي لا امتلكها، فهي مفضلة عند الاخرين أكثر مني ودائرة صداقاتها أكبر من دائرتي.. وانا هنا وحيدة لأن ليس لدي الكثير من الاصدقاء او بم يهتم لأمري فلم يتصل بي اليوم أي شخص ليسأل عن حالي كما يفعل الاصدقاء لبعضهم.


الأمثلة كثير في هذه الامور التي تدخل في أذهاننا ثم تؤثر علينا وعلى قبولنا لأنفسنا ونظرتنا لأنفسنا وقد تكون مقارنتنا لأقرب الناس لنا، لا بأس بالمقارنة في بعض الأحيان في أمور تدفعني لأصبح أفضل وليس في أمور أعرف أنها قد تكون صعبة علي وأعيش في عتب ولوم لنفسي كثير! ولكن لماذا وجدت المقارنة المتعبة هذه؟


وهنا تبدأ نظرتي لنفسي تتغير وقبولي لنفسي أصبح أصعب وأفكاري القاسية أصبح صوتها أعلى والأرق ليلا يزداد وتفكيري في التقدم أصبح كالثقب الأسود غير واضح.. لكن بمجرد وعيي وانتباهي للمدخلات التي أدخلتها على نفسي أصبح أكثر وعيا وانتباها من أن تكون هذه المدخلات مؤثرة على حياتي بشكل يومي..


Nada Jannadi

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Nada Jannadi

تدوينات ذات صلة