هي محاولة لإزاحة الغطاء عن أعيننا ، وسبر أغوار أنفسنا ، للتعرّف على ماهيتنا ، وتحديد مواطن قوتنا وضعفنا

مرآة الروح


لكل منا أحلامه وفلسفته ورؤاه... فهناك من ألف رتابة الحياة.. واعتاد السلبية... كان مطية طيعة وعجينة لينة يشكلها أي كان....لتؤدي دورا مرسوما مسبقا...لا حيلة لديه سوى الاستسلام....أضحت حياته ملحمة تخاذل وهوان... وصل الضعف والجهل فيه لدرجة شعورك أن وجوده وعدمه سيان... كبقعة داكنة لوثت صفاء جدار ابيض... تنظر اليه نظرة شفقة.. فهم من جردوا أنفسهم من ذلك التكريم الذي حبانا به الباري جل وعلا.. وفي زاوية أخرى تجد تلك الفئة التي تعشق فوضوية الحياة وجنونها.... وتتخطى حدود المنطق.... تحطم أغلال الغربة... تطرح تساؤلات.... لتعيد صياغة الإدراك.... تواجه التحديات وتذللها مهما عظمت.... تصنع بإرادتها المعجزات... وتعشق آدميتها... وبين هذه وتلك ثلة اتخذت الوسطية ديدن وعقيدة.... تتزاوج مواقفها بين الإقدام والإحجام.... تفكر كثيرا وتحسب الحسابات مطولا.. أحيانا تقدم بجرأة وأحايين أخرى يخيم التردد على أجوائها... صنوف متعددة... وجواهر مختلفة... فاختر من تكون..


نرسم عالمنا بريشتنا مستقبلنا...نلوّن حياتنا بألوان قوس قزح نفكّر في انتقاء ما ينسجم ومواهبنا ورؤانا نبحث ونستقصي لنجد ضالّتنا..فوجودها يشكّل فرقا في مُقتبل حياتنا... قد نرتفع ونصل القمة.... أو نغوص في عمق الجبّ قد تحلق أحلامنا بالغة عنان السماء.... وقد تهوي مُحطمِة كل ما تصادفه في درب سقوطهاقد تؤلّف أجمل الحروف في العشق فتسعد كل من يتلقاها .... وقد تكتب ملحمة تُدمِي عيونهم قبل القلوبفمسرح الحياة متقلّب،ومضطرب كبحر لُجيّ حينا.... وكنسيم عليل يمرّ بوجنتيك فتتورد حينا أخرى إيمان وقر في عمق الروح بالبيت القائل :هي الحياة كما شهادتها دول من سره زمن ساءته أزمان


هناك دائما نقطة حاسمة تشبه في فحواها معركة مصيرية، تقف فيها عند مفترق طرق،تتجاذبك الأهواء والرغبات، تحاصرك الأفكار والعقلانيات. تنزلك الى الدرك الأسفل من الظلمات ثم في لحظات تنطلق الى مدار الشمس المشع. ترسلك إلى عالم الأموات، ثم تعيد إحياءك من جديد، تحتاج عندها إلى ضعف القوة التي يمتلكها قيصر جبّار، وكل الصبر الذي أنزله الله على فؤاد أم موسى.تطلق العنان لتفكيرك.... يسرح في الملكوت.... يصعد ويهبط، يدرك أن عليه حسم الأمر، واتخاذ القرار ثم المضي قدما. قد تختار فتح باب حجرتك - بعد سبات شتوي طويل – كأنك تفتح عينيك لأول مرة، بعد فقدان بصر دام عقدا من الزمن.

كفراشة تصدع نسيج شرنقتها، وبدأ بالتساقط ركنا ركنا.

كسجين أطلق سراحه بعد أن ألف قيوده وظلمة سجنه.

كوليد خرج للحياة باكيا.

كزهرة برزت وسط صحراء قاحلة

كقشة كانت حبل نجاة غريق

تعود للوجود بعد غيبوبة نهايتها غير محسومة، يعود لقلبك النبض السوي، ويعود الأرج لروحك

أنت هنا وستبقى هنا

متحديا صامدا



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات نريمان نزار

تدوينات ذات صلة