أَن يُطاركَ شَبح الموتِ وهو يَختلس خطاهُ ليسترق منكَ رفاق الدَربِ، فأنّي لن أعزيكَ بفلسفة لأنَ كل ما على الأرض من فلسفة لا تُعزي فاقداََ بما فَقد

لَكنَّهُ المَوت !

يَملأؤُكَ بخيباتٍ وَفيرة ! فأنتَ المُصاب و أنتَ العليل و أنتَ الجريح ! و أنتَ الفاقِدُ و الفَقيد


و أنتَ الباحِثُ في الأطلالِ عَن إبتساماتٍ قديماتٍ و رواياتٍ طويلات،المُستذكر في لياليكَ ضَحكات العيون العميقات و تلكَ الحكايا البسيطات المُضحكاتِ المُبكيات ! و طمأنينةَ الفُؤادِ و تلكَ الجَلسات التي باتَت في ليلةٍ وضُحاها من مَساءاتِ الذكرياتِ الفائتات !


سَتعود لنفسِ الأماكنِ و المَقاهي ستسمع الأغنيات نفسها هيهاتَ هيهاتَ عندما كان صوت غناؤكَ سابقاً رناناً بها لكنك اليوم صامتاً ! باهتاً ! شاحباً


ستأخذكَ التفاصيل بجولةٍ بَطيئَةٍ السَيِ على غيرِ العادةِ، سَتخطو نفس الخَطواتِ ! لكنكَ اليوم غريباً ! ليسَ معكَ من عَتادّ الرحلةِ سوى ذكرياتٍ و قصاصات صورٍ و تطوفُ حولكَ لحظاتٍ و خيالاتٍ و مواقفَ تدورُ في عُمقِ روحك قَبل عقلك


يأتيكَ المَوت وَ أنتَ مُحملاً بكلامٍ لَم تَحكيهِ بَعد ! و ألواناً لَم ترسمها بَعد ! و أغنيات فرحٍ لم تهزجها بَعد ! و أسراركَ التي لَم يَعلمها أَحد سَتكون رَفيقة طريقكَ الآخَر و الآخِر .. و تجارب كثيرة لم تعبر بها بَعد... و بَعد و بعد


يأتيكَ في مواعيدٍ غيرَ مَوعودةِ !


لَن تعتادَ أبداً ! ستكون الرحلة شاقّة عليكَ بحجمِ الغياب و المسافات ، و أنتَ تحملُ معكَ فراغاتِ الأحبابَ و لهفاتِ الشوقِ و ذكريات الزمانِ و المكان ! و أنت تحتفي بميلادهم و تسيرُ في خُططكَ المرسومةِ مَعهم دونَهُم !


نُمسي مُنهكينَ كمقاتلين رأس حربةٍ مُثقلينَ ب همومٍ كأسرى حروبِ في المعركة ! نُمسي و نحنُ لسنا ب نحنُ !


سَتحزنُ بِجوارِكَ الظلالُ وتلكَ الأشجار ! و ستشاركُك السُحب بالأَمطار و ستسألكُ الدار عن الزوار ! و ستستجوبكَ الأماني و الأمنيات لمَ كانت قِصار ؟


لستُ أملكُ جواباً حَتمياً لكل هذا . !


تُختَصر الحكايات إما بَعد بداياتها أو بأواسطِها .. لكنها لَن تصل لنهاياتها !


سَتهُدينا الرحيلُ بالمنتصَف .. فلا نحنُ العائِدون للحظة البدايةِ ولا نحنُ الراكِضونَ نحوَ النهاية !


سَنكون ضحايا المُنتصَف .


ملاك تيسير الحباشنة🍂🖤


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ملاك تيسير الحباشنة

تدوينات ذات صلة