للكياناتِ التي تكون بين رمزان للهجوم والدفاع، فيها أثر معاركٍ لم تُحسَم بعد، هذه ليست قصة انتصارٍ تقليدي… بل حكاية روحٍ رفضت أن تفقد ذاتها في خضم الانهيار.
كَتَب:ملاك ويسير الحَباشنة.
اليَوْم وَهبتُ لِلتَركيزِ إنتباهاً ثَميناً
و لَعَلَيَّ أسرفتُ فيهِ جِداً !
في راديو الصَّباح كانَ ثمَّة تَساؤُلاً بغيرِ إجابَةٍ في لحنٍ فريدٍ، كانَ فيهِ أبو بَكر سالِم طَرفاً حائِراً!
يُردد فيهِ:
"أنتِ وين! "
و يَشكو لِلغائِبَةِ تَعبَ المطاراتِ والمَحطاتِ والمسافات والغُربة منه!
وأنا أُعيدُ السؤالِ ذاتهِ لَكِن لأطرافٍ أُخرى مُختلفةَ الضميرِ !
لِتلَك السُبُل اللَّتي كانَ يُفترَضُ أَن تكونَ رَحِبةً !
أو لتلكَ المساراتِ التي كانَ بها أملاً خافِتاً !لَكنه طَوقَ نجاةٍ عَزيز
لِسرابَ الأمانِ بَعدَ وَعثاءِ اللَّيالي العَصيبة!
وَ لِمَواثيقِ الاَيّامِ المَقطوعَةِ
وأينَ عَهدِها بِأَن تَصحو وَتَصِحْ بَعد طولِ سُباتِ !
لِمبادِئَ النَّفسِ القديمَة وحتى تِلكَ المُخضرمَةِ المُعاصِرَة وهي تَرى تَعاقُبْ الفصولِ كَي تَدحَضَ القَناعاتِ القَديمة !
و لِلذّاتِ الأولى في نُسخَتِها القديمَة قَبل أن تَعبُر مداراتِ اللاجَدوى، ومَدار اللا قيمَة هذا
أنتِ وين بنفسِ النبرةِ التي تساءَل بها أبو بَكر سالِم !
لُكُلِ الأشياءِ التي كانَت تُجيدُ مُساعدتنا على الإستمرارِ في السَّعيِ في الدُروبِ الضائِعة!
وتُرشدنا للخروجِ من المتاهاتِ الدائِرة!
للعناوينِ الصَحيحة في التوقيتِ الخاطِئ،
لِشعورِ الوُصولِ اليَسيرِ مثلاً!
لِلخُطوَةِ الشُجاعة التي لا تَحتمِل التدَحرج او الخسارة!
لِقبلَةِ اللذّاتِ التي تجعلكَ لا تُعاكِس البوصَلة!
للإتجاهاتِ الصائِبة والإحداثياتِ العائمةَ بشكلٍ عشوائِيٍ مُنتَظم!
لِلدروعِ التي كانَت تُجيدُ حمايَةَ الرّوح،
لِ وَحي البدايَةِ، أو أطرافَ النهاية!
لإنتصارٍ واحِد في الباطِن والظاهِر،لا يَضمر في عُمقِهِ خَسارةً فادِحة
ليسَ أيُّ إجابةََ لتلاطُمِ الأمواجِ هذا رُبما،
إلا في ذلكَ الخيطِ الرَّفيعِ القابِعُ بينَ الضِدِّ والنِّد حيثُ تُهدى عُنفُوان العَزيمةِ وتَجرَعُ علقمِ مُرِّ الهَزيمةَ.
التعليقات