الإرتواء سمة مشتركة تجمع كلا من الانسان، النبات، الحيوان، الجماد والبلاد
بِداية قاسية ومعقّدة تتحكّم بتِلك الشفاه عند النُطق بهما فما بالكم بالذي جَرى، بضم اللام وتشديد مع فتح الميم، تشديد روتيني تماماً كما حياة اليابسة ومن فوقها، أستيقظ كل يوم صباحاً، انفصِام وانفصِال في اتخاذ قرار مبدئي وقاعدي، قهوة الصباح "على الريق"، كأس مِياه فاترة ومحاولة التصنّع بالارتواء وتغيير الروتين لكن لا فائِدة ولا هُروب تمامًا كما للحياةِ دروب.
بعد الاستيقاظ واستيعاب فكرة اليوم الجديد، لحظات حارقة تصعد لتصنَع تناقض غضَب وسعادة ذاتيّين إمّا مع أو ضد النفس ومقارعتها برشفة ارتواء على الريق وكأن للعِناد نصيب في هذه الرأس اليابسة.
ألا يكفي أنّنا نعيش عليها، فعندما يلتقي توئم الأرضِ والكائن بتلك الازدواجية الواقعيّة تأكدوا أن النتيجة هي ولادة جديدة بل طبيعيّة وليست قيسريه، الحياة الروتينية التي كانت وما تزال تتصدر العناوين بين منافسيها وهلمّ جرى بالأيام والسنين اليابسة.
نعم، سنوات يابسة تلك نقضيها دون انجاز أو ايجاز، فاليابسة تمتد الى ما بعد حين دون الارتواء والنيّة في التغيير مع سبق الإصرار على التكرار لمنع تلك الشجيرات بالنمو لتصبح اشجارًا تحمل ثمارًا.
الذنب هنا يقف محتاراً ليس اختياري ولا اجباري، صحيح ان الظروف هي أحد تلك الأسباب لكن دون اكتساب الارتواء لن تتغير تلك النبتة وتبدأ منامل شجيرة لتكبر شيئا فشيئا ثم تنعزل عن تلك اليابسة لتصبح في استقلالية تامّة ذات مجهود ذاتي.
المحاولة ايمان فهل أصبح الارتواء بداية الهروب من الراس اليابسة للحصول على على شيء ما يستقل ويتصدّر الروتين اليومي فالمنافسة هنا شريفة ولا حرج عليها ان تمت علناً بيني وبين لحظتي الصباحية الحارقة والتي حاولت طمس تلك الرشفة ومسح دليل المحاولة لترطيب الراس اليابسة.
حتى بعد الارتواء، أصبح لدينا ذلك الروتين حتى نصل الا ما بعد حين، فمتى سنتخلص من
" هلم جرى، هلم جرى .... "
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
👏🏼👏🏼👏🏼