أمّا أنا وَقد أمتلأتُ بِكل أسبابِ الغياب أنا لَستُ لي.. لستُ لي
أمّا أنا يا دَرويش فَيقتُلُني السراب تحتَ ظِل الخديعة، ولا أُطيقُ الضبابَ الغائِر ، أنا متعلقٌ بالتفاصيلِ الصَغيرةِ التي قَد لا تّرى، وتلكَ الكلماتِ البسيطةِ التي لا تُحكى لي.(إلا بَعد فواتِ الأوان) ، أنا الأوركيدة البَيضاء رغمَ الصقيعِ القاتِل ، وتلكَ الأيكةِ المُغردةَ بصمتٍ على الأساطيحِ النَدية ، و صفحة الأهداءِ الأولى في الكِتابْ المُنفرد.
أنا نِتاجُ الأماكِن التي أعطيتها روحاً من روحي ،و تلكَ التفاصيلِ التي أملُكها و تَملِكُني، الأرصفة ألتي عَبرتها مُسرعةً على عجلِِ، و الحديثِ السريع عندَ مَحطة الباصِ، و تلكَ القطط التي تَحوم حولي كَظِلي، وكوبُ الشاي الذي بَرد عندَ النافذةِ،و الزماناتِ العابرة وَلو كانت هباءاً من عُمري.
أنا حَصادُ تلكَ الفُرَصِ الضائِعة، و المواعيدِ التي قَد أُجِلت رغماً عني ، و دروبِ الفرح غير المكتمِل و الصداقاتِ الشحيحَة، التي أسألُها ولا تَسألني.
أنا ذاكَ الشعورُ بِرجفةِ البردِ القارِص في ديسمبر ، و ذاكَ الحرُّ القابِع في تموز، و الدمعةً التي شَيَّعت جنازةً على الدربِ .
أنا ذلكَ النَّفس الحُر ،و الهواء الطَلقُ في العَلنِ، أنا الشتاءاتِ الحزينة، و أوراق الخريفِ المُتساقِطةِ و صباحاتِ الربيعِ المُنتظَرة بفارغِ الصبرِ.
أنا ذاكَ الرِضا في الروتينِ اليومي، و شكراً و عَفواً ، و عُذراً إذا أغضبتني
أنا النِدّ و الضِدّْ و كما ما غَنى محمد عبده في أغنيته شبيه الريح :
و قالَت من أنت ؟ قلت : مَجموعة أنسان مِن كل ضد و ضد تلقين فيني ، فيني نهار وليل و افراح و احزان .، أضحَك و دنعي حايرٍ وَسط عيني.
و أختتمها بلحنهِ و إن ما عرفتيني ف لاني بزعلان
حتي انا تراني احترت فيني.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات