الوعي لا يأتي من فراغ، التفكر مطلوب دوما ، كن يقظا ولا تنجرف لكل ما يحدث وان بدا لك مثاليا

12.11.2022


معن ريان



لنمشي قليلا .. نعم من هنا ..

اود اطلاعك على شيء عجيب بل أعجب العجاب..

لن تكون الطريق طويلة بين هذه الاشجار ، اترى تلك التلة !

سنلتف حولها ونصعد الى اعلى نقطه منها، لا اعلم كم شخص قبلي زار هذا المكان ..

اتعلم !

حين اشعر بالتيه آتي دوما الى هنا ،كثيرا ما اتردد اليه ، احترس لخطواتك ، يعجبني السكون الذي يحتويه هذا المكان ..

انا اهرب ؟

مم أهرب!

حسنا ربما أهرب و ربما ابتعد ساعيا لطمأنينة تؤنسني ان ضاقت بي الحياة و ربما ان شعرت بالضجر من كل شيء ، انتبه هنا من انزلاق قدماك ، اتبع خطواتي فقط...

اخاف ! مم؟

من هذا المكان ؟

ربما له وحشة لكن سرعان ما سيعجبك حين نصل ، اراهنك على تبديل رأيك بعد دقائق ..

حسنا ، هذه هي التلة ، اترى المسار الأيمن؟ لنعبر منه ، على رسلك ، لا داعي للعجلة ، ولا تنظر للخلف ، اتدري !

قد تجد هنا ايضا خلوتك ، هاك يدي ، اصعد ...

الان .. هذه الزاوية المفضلة لدي ، لنجلس هنا على تلك الصخرة ..

انظر .. ماذا ترى ؟

اشخاص ؟ و بنظرة اعمق!

حياة !؟

الا ترى شيئا عجيبا ! دع عقلك وعيناك يأخذان نصيبا من المنطق في تمعنك ولا بأس بقليل من الحشمة ..ان وجدتها ...

أترى ذلك ما اتحدث عنه ،تلك الأضواء المشعة والبهجة ليست الا اضواءا واهية كالسراب ، سرعان ما ستنطفئ ..

بقرب اكثر.. انزر للامر من زاوية اخرى..

لا شيء!

حسنا، دعني استعرض عليك رؤيتي ...

انني أرى زمانا عجيبا، انظر لهذه الحياة كيف اصبحت وما اضحينا عليه اليوم !

يؤسفني حالنا جميعا، من قتل و ضرب، وشتم و قذف ، من عري و دياثة ، باتت النساء لحوما بيضاء يستعرض بمفاتنها امام العامة ابتغاء المال،

الا ترى كيف الآباء اليوم يدمعون لأبنائهم ازاء شهرتهم الفارغة ، كيف اصبح " الملهمون" ليسوا الا أتفه الناس واسفههم يحاضرون الناس و يبثون فيهم الفراغ المقيت ، لقد رأينا في برامج التلفاز تلككهم عند الحديث وفقر ثقافتهم ، و وفرة جهلهم ، لا سيما عند الانشاد بنصائح عامة للشباب والاجيال الصاعدة ، لا هدف .. ولا طائل ، اضحت مجتمعاتنا غارقة في وحل من السفاهة المقيتة ، حتى الإعلام الذي كانت انباؤه و عواجله الاخبارية ذات قيمة ، باتت اليوم اخبارا أسرية و تبريكات للفنانين بزواجهم و ما رزقوا به من اطفال تحمل جيناتهم السخيفة ، لما علي كشخص لا تهمني هذه المواضيع ان اجبر على رؤيتها في كل مكان ولما علي ادراك اقلهم شأنا قبل الأكثرهم مكانة اثر نشر صورهم العديدة في كل مكان واستضافتهم على كل شاشة ، هل الجديد اليوم اصبح التنافس على الأكثر سفاهة وتفاهة ؟

ام الجائزة الكبرى هي للديوث الاعظم في حين يطلقون عليه " الانفتاح والتحضر " وغيرها الكثير ..

انني آتي لهنا لاختلي بنفسي بعيدا عن تلك الحياة التي تحاصرنا جميعا ولا نعرف كيفية الخروج منها سوا تحت الارض ..

هنا أحدث نفسي بصدق ، اشرد بذهني لساعات ولا اود الرحيل ..

وحدي و وحيد !

اهذا ما تراه؟

بل انا مع الاكثرهم معرفة والماما بي ، انا مع نفسي التي اصدقها القول..

لا اتصنع عليها ولا انافقها وان اردت ، سيكون في قرارة نفسي عكس ذلك تماما ..

لا لن اصلح الكون ولن اغير العالم ، لكن كل هذا لتذكيري انني ما زلت صامدا بين الحشود الوفيرة من الجهال في هذا الكون وكيف انصاعوا للتغير اللامنطقي والغير اخلاقي في حق انفسهم اولا وحق الآخرين ثانيا ، كيف اصبحوا يبيعون انفسهم ابتغاء اهوائهم، بل باتت فلذات اكبادهم ليسوا الا متاعا يلهون بها ، و يحل لهم ويحرم على غيرهم ..

المصلح ؟ أتقصدني بذلك!

لا لست كذلك ولست اصلحههم ، لكنني على دراية تامة فيما انا فاعل ، عالاقل انني على يقين تام انني لم اتغير عن مبادئي ومعتقداتي بقدر تخليهم عنها و القوا بها على قارعة الطريق و ضربوا بحواجز الحشمة عرض الحائط و كسروا العفة لنصفين...

اي غرب تتحدث عنهم ؟

لا يهمني، لكن صدقني ما يؤلمني هو أمتي التي انصاعت لدخول كل هذا بين مجتمعاتنا ..

اتعلم ، لننسى كل شيء و نغادر ماذا قلت؟ ..

اين انت ؟

اين ذهبت !

يا لسذاجتي ، ربما سأجن قريبا، كدت انسى انني اكلم نفسي ...


معن ريان

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات معن ريان

تدوينات ذات صلة