مهما فاق ذكاء المرء في حدته و زادت فطنته فلا سطوة له على قلبه لا سيما ان كان للقدر رأي آخر
الليالي البيضاء...
دوستويفسكي..
12.07.2025
معن ريان
رواية من الطراز الرفيع كما هو معروف و متعارف عليه ، ما شد انتباهي و احكم قبضته على قلبي هو تسلسل الاحداث و الحوار ، لم اتفاجأ البتة انها رواية عظيمة عند قراءتي لها للمرة الأولى ، فكما هو معروف و مشهور عن الادب الروسي في عنفواته خاصة بما يتميز به دوستويفسكي في ادبه الرفيع ، حين يضربك بكلماته و احداثه المباغتة و تشابيهه المميزة التي يهز بها مجامع قلبك للآسى الحاصل بكتاباته ، كان الحالم في هذه الرواية يجسدنا جميعا من هم على شاكلته من انقياء القلوب و كانت ناستينكا جاحدة بالنعمة التي امامها كالكثير ايضا و خائنة ، حتى استسلمت للخيار الوحيد الذي امامها من حب باذخ ، و فور عودة الذي كان يستطيب له قلبها قد افلتت قبضتها عن الحالم لتركض اليه متعلقة بين احضان لمن بكت عليه شوقا حتى كرهته منتظرا فوق العام و يزيد ، وبقي الحالم حالما في خيباته واضعا كفيه على وجهه يبكي حزنا و قهرا في بيته يقرأ رسالتها مرارا و تكرارا ، ما اوجعني بحق تلك اللحظة التراجيدية المأساوية للشعور الفظيع في قلبه وهو يراقبهما معا بعدما كانت تعانقه منذ لحظة فاصلة بينهما ثوانٍ لا تذكر ، قد اطفأت ناقوس قلبه الذي اشتعل لمرة واحدة و اخيرة الى الابد ...
التعليقات