"وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ " علمتنا أن نكون أقوى بالله دائما و ان نتوكل عليه في كل أمر، و أن نمشي بين الناس جابرين للخواطر.

أتيتَ فطمست سواد قلوبنا وغيّرت ترتيب حروف كلماتنا لتصبح أكثر جبرًا ولينًا ورحمة، وعلّمتنا أنّ الله وحده القادرُ على أن يغيّر ألوان الدّنيا في كلّ سنة، فهو الذي يحيي ويميت.

أخبرتنا رفقًا بالقوارير وعلّمتنا أنْ نحنّ على الصغير ونعايد المريض ونسامح...وأنْ نبتسم مهما قستْ علينا الدّنيا؛ نبتسم لأنّ الله معنا فمن علينا! دائمًا كان اسمك مرتبطًا بكلّ ما يدلّ على الخير، حتّى في لحظة الغضب أو الحزن نقول: "صلِّ على النّبيّ"، كأنّ الله ينزل مع حروف اسمك السّكينة والطّمأنينة، فقلوبُنا مرتبطة بك وحبُّك قد انتقل إلينا من أجدادنا. والله كنتَ ولا زلتَ أحبَّ النّاس إلينا. عندما كنتُ طفلةً كنتُ أرى حُبَّك يتجسّد في عيون والديّ عند ذكرِك؛ كانتْ عيونُهم تغرق بالدّموع! لمْ أكن حينها أعلم ما السّبب حتّى كبرتُ وأغرقتِ الدّموعُ عينيّ أنا أيضًا. في ذلك اليوم الذي طلبتْ فيه منّا معلّمتي أن نكتب على ورقة صفةً من صفاتك نريد أن تكون فينا، وقفتُ حينها...! تذكّرتُ كلَّ القصص التي أخبرتْني بها معلِّمتي؛ كم كان قلبُك يَسَعُ الجميع ولمْ يَضِقْ على أحدٍ قطّ! كم مرّةً سامحتَ وعفوتَ! كم كان كلامُك يُلامسُ القلبَ ويَخضعُ له العقل! كم جبرتَ من خواطر ومسحتَ على قلوبٍ أشقاها الزّمن! كنتُ دائمًا أصغي وأنا أبتسم.. كان هنالك سؤالٌ يَعجز اللّسانُ عن ترتيب حروف إجابته، كانت إجابتُه تملأ العين! ماذا لو كنتَ بيننا الآن؟! لم أرَ أحدًا استطاع أن يُجيب لسانه قبل عينيه عن هذا السّؤال! كأنّه يحرّك القلب ليفيض شوقًا لمن قال: أمّتي.. أمّتي! اليوم هو الجمعة، أشعر أنّ الله زيّن هذا اليوم بالصلاة عليك وكأنّها رسائلُ تلتفّ حروفُها بالشّوق والحنين لرؤيتك يا حبيبي يا رسول الله، حتّى إنّني قبل أن تنزلق جفوني أبقى أصلّي عليك على أمل أنْ أراك في منامي فيهون عليّ كلُّ شيء، وأخبرك كم أنّنا مشتاقون أنْ تسقينا من يديك الشّريفتين شربة هنيئة لا نظمأ بعدها...

صلوات الله عليكَ يا حبيبي

القدس

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف خواطر

تدوينات ذات صلة